1 - أخبار الوليد بن يزيد ونسبه
  شعره في الفخر على هشام
  : قال: وقال الوليد أيضا يفتخر على هشام:
  صوت
  أنا الوليد أبو العباس قد علمت ... عليا معدّ مدى كرّي وإقدامي
  إني لفي الذّروة العليا إذا انتسبوا ... مقابل(١) بين أخوالي وأعمامي
  / بنى لي المجد بان لم يكن وكلا ... على منار مضيئات وأعلام
  حللت من جوهر الأعياض(٢) قد علموا ... في باذخ مشمخرّ العزّ قمقام(٣)
  صعب المرام يسامي النّجم مطلعه ... يسمو إلى فرع طود شامخ سامي
  غنّاه عمر الوادي خفيف ثقيل بالخنصر في مجرى الوسطى عن إسحاق.
  / وأخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثنا أحمد بن زهير بن حرب قال حدّثني مصعب الزّبيريّ قال:
  بعث الوليد بن يزيد إلى هشام بن عبد الملك راويته فأنشده قوله:
  أنا الوليد أبو العباس قد علمت ... عليا معدّ مدى كرّي وإقدامي
  فقال هشام: واللَّه ما علمت له معدّ كرّا ولا إقداما، إلا أنه شرب مرّة مع عمّه بكَّار بن عبد الملك فعربد عليه وعلى جواريه؛ فإن كان يعني ذلك بكَّره وإقدامه فعسى.
  عابه هشام والزهري فحقد عليهما
  : أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثني عبد اللَّه بن عمرو ابن أبي سعد قال حدّثت أن أبا الزّناد قال:
  دخلت على هشام بن عبد الملك وعنده الزّهريّ وهما يعيبان الوليد، فأعرضت ولم أدخل في شيء من ذكره.
  فلم ألبث أن استؤذن للوليد فأذن له، فدخل وهو مغضب فجلس قليلا ثم نهض. فلما مات هشام وولي الوليد كتب إلى المدينة فحملت فدخلت عليه؛ فقال: أتذكر قول الأحول والزهريّ؟ قلت: نعم، وما عرضت في شيء من أمرك؛ قال: صدقت؛ أتدري من أبلغني ذلك؟ قلت لا؛ قال: الخادم الواقف على رأسه، وأيم اللَّه لو بقي الفاسق الزهريّ لقتلته. ثم قال: ذهب هشام بعمري؛ فقلت: بل يبقيك اللَّه يا أمير المؤمنين، وقام وصلَّى العصر. ثم جلس يتحدّث إلى المغرب ثم صلَّى المغرب ودعا بالعشاء فتعشيّت معه ثم جلس يتحدّث حتى صلَّى العتمة، ثم تحدّثنا قليلا ثم قال: اسقينني فأتينه(٤) بإناء مغطَّى، وجاء / جوار فقمن بيني وبينه فشرب وانصرفن؛ ومكث قليلا ثم قال:
(١) المقابل: الكريم النسب من قبل أبويه. قال الشاعر:
إن كنت في بكر تمت خؤولة ... فأنا المقابل في ذوي الأعمام
(٢) الأعياص من قريش: أولاد أمية بن عبد شمس الأكبر، وهم أربعة: العاص وأبو العاص والعيص وأبو العيص.
(٣) القمقام هنا: العدد الكثير قال الشاعر:
من نوفل في الحسب القمقام
(٤) في الأصول: «فأقره».