كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - أخبار الوليد بن يزيد ونسبه

صفحة 20 - الجزء 7

  صوت

  شمن المخايل نحو أرضك بالحيا ... ولقين ركبانا بعرفك قفّلا

  قال: ثم مه؛ قال:

  فعمدن نحوك لم ينخن⁣(⁣١) لحاجة ... إلَّا وقوع الطير حتى ترحلا

  قال: إن هذا⁣(⁣٢) السير حثيث؛ ثم ما ذا؟ قال:

  يعمدن نحو موطَّئ حجراته ... كرما ولم تعدل بذلك معدلا

  / قال: فقد وصلت إليه، فمه؛ قال:

  لاحت لها نيران حيّي قسطل⁣(⁣٣) ... فاخترن نارك في المنازل منزلا

  قال: فهل غير هذا؟ قال لا؛ قال: أنجحت وفادتك، ووجبت ضيافتك؛ أعطوه أربعة آلاف دينار؛ فقبضها ورحل.

  الغناء لابن عائشة ثاني ثقيل بالبنصر عن عمرو والهشاميّ.

  مسلمة بن هشام وزوجته:

  رجعت الرواية إلى الحديث المدائنيّ قال:

  لمّا قدم العباس بن الوليد لإحصاء ما في خزائن هشام وولده سوى مسلمة بن هشام فإنه كان كثيرا ما يكفّ أباه عن الوليد ويكلَّمه فيه ألَّا يعرض له ولا يدخل منزله. وكانت عند مسلمة أمّ سلمة⁣(⁣٤) بنت يعقوب المخزوميّة، وكان مسلمة يشرب. فلمّا قدم العبّاس لإحصاء ما كتب إليه الوليد، كتبت إليه أم سلمة: ما يفيق من الشّراب ولا يهتمّ بشيء مما فيه إخوته ولا بموت أبيه. فلما راح مسلمة بن هشام إلى العباس قال له: يا مسلمة، كان أبوك يرشّحك للخلافة ونحن نرجوك لما بلغني عنك، وأنّبه وعاتبه على الشراب؛ فأنكر مسلمة ذلك وقال: من أخبرك بهذا؟ قال:

  كتبت إليّ به أمّ سلمة؛ فطلَّقها في ذلك المجلس، فخرجت إلى فلسطين، وبها كانت تنزل، وتزوّجها أبو العباس السفّاح هناك.

  قصة طلاق الوليد لزوجته سعدة وتعشقه أختها سلمى:

  وسلمى التي عناها الوليد هناك هي سلمى بنت سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان؛ وأمها أمّ عمرو بنت مروان بن الحكم، وأمّها بنت عمر بن أبي ربيعة المخزوميّ.


(١) كذا في نسخة المرحوم الشنقيطي مصححة بخطه. وفي الأصول: «لم ينجن بحاجة».

(٢) كذا في ب، س. وفي سائر الأصول: «إن هذا لسير حثيث».

(٣) قسطل: موضع قرب البلقاء من أرض دمشق في طريق المدينة، وهو أيضا موضع بين حمص ودمشق. وفي الأصول: «لاحت لها نيران حي قسسطلا».

(٤) كذا في «عقد الجمان» و «الطبري» (ق ٣ ص ٢٥٠٧) وفيما سيأتي في بعض روايات أ. وفي جميع الأصول هنا: «أم مسلمة» وهو تحريف.