1 - أخبار الوليد بن يزيد ونسبه
  غنّاه أبو كامل خفيف رمل مطلق في مجرى البنصر عن إسحاق. وفيه ليحيى المكيّ ثقيل أوّل من رواية عليّ بن يحيى. وفيه رمل يقال: إنه لابن جامع، ويقال: بل لحن ابن جامع خفيف رمل أيضا.
  خطب سلمى إلى أبيها وهو سكران فرده فسبته فقال شعرا
  : أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني عبد اللَّه بن عمرو قال:
  لقي سعيد بن خالد الوليد بن يزيد وهو ممل؛ فقال له: يا أبا عثمان، / أتردّني على(١) سلمى! وكأني بك لو قد وليت الخلافة خطبتني فلم أجبك؛ وإن تزوّجتها حينئذ فهي طالق ثلاثا. فقال له سعيد: إن المرء يجعل كريمته عند مثلك لحقيق بأكثر مما قلت؛ فأمضّه الوليد وشتمه وتسامعا وافترقا. وبلغ الوليد أنّ سلمى جزعت لما جرى وبكت وسبّت الوليد ونالت منه؛ فقال:
  عتبت سلمى علينا سفاها ... أن هجوت اليوم فيها أباها
  / وذكر الأبيات. وقال أيضا في ذلك:
  صوت
  على الدّور(٢) التي بليت سفاها(٣) ... قفا يا صاحبيّ فسائلاها
  دعتك صبابة ودعاك شوق ... وأخضل دمع عينك مأقياها(٤)
  وقالت عند هجوتنا(٥) أباها ... أردت الصّرم فانتده انتداها(٦)
  أردت بعادنا بهجاء شيخي ... وعندك خلَّة تبغي هواها
  فإن رضيت فذاك وإن تمادت ... فهبها خطَّة بلغت مداها
  - غنّاه مالك بن أبي السّمح خفيف رمل بالسبّابة في مجرى الوسطى عن إسحاق. وللهذلي فيه ثاني ثقيل بالوسطى عن يونس والهشاميّ؛ وذكر حبش: أنّ الثقيل الثاني لإسحاق - يعني بقوله:
  أردت بعادنا بهجاء شيخي
  أنه كان هجا سعيد بن خالد، فقال:
  ومن يك مفتاحا لخير يريده ... فإنك قفل يا سعيد بن خالد
  قال المدائنيّ: لمّا غضبت سلمى من هجائه أباها قال يعتذر إليه بقوله:
(١) كذا في جميع الأصول. ولعله: «أتردّني عن سلمى».
(٢) في ح: «على الدار».
(٣) السفا: التراب، والسفاة: الكبة منه.
(٤) مأقي العين: طرفها مما يلي الأنف وهو مجرى الدمع من العين. ولعله جاء على لغة من يلزم المثنى الألف في كل أحواله.
(٥) كذا في س. وفي سائر النسخ: «هجرتنا» بالراء، وهو تحريف.
(٦) انتده انتداها: أي ازدجر ازدجارا. وندهه ندها: زجره ورده وطرده بالصياح.