كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - أخبار الوليد بن يزيد ونسبه

صفحة 27 - الجزء 7

  غنّاه أبو كامل خفيف رمل مطلق في مجرى البنصر عن إسحاق. وفيه ليحيى المكيّ ثقيل أوّل من رواية عليّ بن يحيى. وفيه رمل يقال: إنه لابن جامع، ويقال: بل لحن ابن جامع خفيف رمل أيضا.

  خطب سلمى إلى أبيها وهو سكران فرده فسبته فقال شعرا

  : أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني عبد اللَّه بن عمرو قال:

  لقي سعيد بن خالد الوليد بن يزيد وهو ممل؛ فقال له: يا أبا عثمان، / أتردّني على⁣(⁣١) سلمى! وكأني بك لو قد وليت الخلافة خطبتني فلم أجبك؛ وإن تزوّجتها حينئذ فهي طالق ثلاثا. فقال له سعيد: إن المرء يجعل كريمته عند مثلك لحقيق بأكثر مما قلت؛ فأمضّه الوليد وشتمه وتسامعا وافترقا. وبلغ الوليد أنّ سلمى جزعت لما جرى وبكت وسبّت الوليد ونالت منه؛ فقال:

  عتبت سلمى علينا سفاها ... أن هجوت اليوم فيها أباها

  / وذكر الأبيات. وقال أيضا في ذلك:

  صوت

  على الدّور⁣(⁣٢) التي بليت سفاها⁣(⁣٣) ... قفا يا صاحبيّ فسائلاها

  دعتك صبابة ودعاك شوق ... وأخضل دمع عينك مأقياها⁣(⁣٤)

  وقالت عند هجوتنا⁣(⁣٥) أباها ... أردت الصّرم فانتده انتداها⁣(⁣٦)

  أردت بعادنا بهجاء شيخي ... وعندك خلَّة تبغي هواها

  فإن رضيت فذاك وإن تمادت ... فهبها خطَّة بلغت مداها

  - غنّاه مالك بن أبي السّمح خفيف رمل بالسبّابة في مجرى الوسطى عن إسحاق. وللهذلي فيه ثاني ثقيل بالوسطى عن يونس والهشاميّ؛ وذكر حبش: أنّ الثقيل الثاني لإسحاق - يعني بقوله:

  أردت بعادنا بهجاء شيخي

  أنه كان هجا سعيد بن خالد، فقال:

  ومن يك مفتاحا لخير يريده ... فإنك قفل يا سعيد بن خالد

  قال المدائنيّ: لمّا غضبت سلمى من هجائه أباها قال يعتذر إليه بقوله:


(١) كذا في جميع الأصول. ولعله: «أتردّني عن سلمى».

(٢) في ح: «على الدار».

(٣) السفا: التراب، والسفاة: الكبة منه.

(٤) مأقي العين: طرفها مما يلي الأنف وهو مجرى الدمع من العين. ولعله جاء على لغة من يلزم المثنى الألف في كل أحواله.

(٥) كذا في س. وفي سائر النسخ: «هجرتنا» بالراء، وهو تحريف.

(٦) انتده انتداها: أي ازدجر ازدجارا. وندهه ندها: زجره ورده وطرده بالصياح.