3 - أخبار أبي كامل
٣ - أخبار أبي كامل
  كان مغنيا محسنا مضحكا
  : اسمه الغزيّل، وهو مولى الوليد بن يزيد، وقيل: بل كان مولى أبيه، وقيل: بل كان أبوه مولى عبد الملك.
  وكان مغنيّا محسنا وطيّبا مضحكا. ولم أسمع له بخبر بعد أيام بني أميّة؛ ولعلَّه مات في أيامهم أو قتل معهم.
  غنى الوليد وأطربه فخلع عليه قلنسيته
  : أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن الحارث الخرّاز عن المدائنيّ: أن أبا كامل غنّى الوليد بن يزيد ذات يوم فقال:
  صوت
  نام من كان خليّا من ألم ... وبدائي بتّ ليلي لم أنم
  أرقب الصبح كأني مسند ... في أكفّ القوم تغشاني الظَّلم
  إنّ سلمى ولنا من حبّها ... ديدن في القلب ما اخضرّ السّلم
  قد سبتني بشتيت نبته ... وثنايا لم يعبهنّ قضم(١)
  قال فطرب الوليد وخلع عليه قلنسية وشي(٢) مذهبة كانت على رأسه. فكان أبو كامل يصونها ولا يلبسها إلا من عيد إلى عيد ويمسحها بكَّمه ويرفعها ويبكي ويقول: إنما أرفعها لأنّي أجد منها ريح سيّدي (يعني الوليد).
  الغناء في هذا الصوت هزج بالوسطى، نسبه عمرو بن بانة إلى عمر الوادي، ونسبه غيره إلى أبي كامل، وزعم آخرون أنه لحكم، هكذا نسبه ابن المكيّ إلى حكم وزعم أنّه بالبنصر.
  / أخبرني إسماعيل بن يونس قال حدّثنا عمر بن شبّة / قال حدّثني الأصمعيّ عن صفوان بن الوليد المعيطيّ قال:
  غنّى أبو كامل ذات يوم الوليد بن يزيد في لحن لابن عائشة، وهو:
  جنّباني أذاة كلّ لئيم ... إنّه ما علمت شرّ نديم
(١) القضم: انصداع في السن، وقيل: تكسر وتئلم في أطراف الأسنان.
(٢) كذا في أ، م، ء. وفي سائر الأصول: «وخلع عليه حتى قلنسية وشي إلخ».