7 - أخبار حسين بن الضحاك ونسبه
  توفي ابنه محمد فطلب من المتوكل أن يجري أرزاقه على زوجته وأولاده
  : حدّثني الصّوليّ قال حدّثنا ميمون بن هارون قال:
  كان للحسين بن الضحّاك ابن يسمّى محمدا، له أرزاق، فمات فقطعت أرزاقه. فقال يخاطب المتوكَّل ويسأله أن يجعل أرزاق ابنه المتوفّى لزوجته وأولاده:
  إنّي أتيتك شافعا ... بوليّ عهد المسلمينا
  وشبيهك المعتزّ أوجه ... شافع في العالمينا
  يا بن الخلائق الأوّلي ... ن ويا أبا المتأخّرينا
  إنّ ابن عبدك مات وا ... لأيّام تخترم القرينا
  ومضى وخلَّف صبية ... بعراصه متلدّدينا(١)
  / ومهيرة عبرى خلا ... ف أقارب مستعبرينا
  أصبحن في ريب الحوا ... دث يحسنون بك الظَّنونا
  قطع الولاة جراية ... كانوا بها مستمسكينا
  فامنن بردّ جميع ما ... قطعوه غير مراقبينا
  أعطاك أفضل ما تؤ ... مّل أفضل المتفضّلينا
  قال: فأمر المتوكل له بما سأل. فقال يشكره:
  يا خير مستخلف من آل عبّاس ... اسلم وليس على الأيّام من باس
  أحييت من أملي نضوا تعاوره ... تعاقب اليأس حتى مات بالياس
  هجا مغنية فهربت وانقطع خبرها
  : أخبرني جعفر بن قدامة قال حدّثني محمد بن عبد اللَّه بن مالك قال:
  كنّا في مجلس ومعنا حسين بن الضحّاك ونحن على نبيذ؛ فعبث بالمغنّية وجمّشها(٢)؛ فصاحت عليه واستخفّت به. فأنشأ يقول:
  لها في وجهها عكن ... وثلثا وجهها ذقن
  وأسنان كريش ... البطَّ بين أصولها عفن
  قال: فضحكنا، وبكت المغنّية حتى قلت قد عميت؛ وما انتفعنا بها بقيّة يومنا. وشاع هذان البيتان فكسدت من أجلهما. وكانت إذا حضرت في موضع أنشدوا البيتين فتجنّ. ثم هربت من سرّ من رأى، فما عرفنا لها بعد ذلك خبرا.
(١) المتلدد: المتحير.
(٢) في ب، س: «وخمشها» بالخاء، وهو تصحيف.