9 - أخبار السيد الحميري
  إذا قال في شعره «دع ذا» أتى بعده سب السلف
  : أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش عن سعيد بن المسيّب عن أبي سعيد السكَّريّ عن الطَّوسيّ قال: إذا رأيت في شعر السيّد «دع ذا» فدعه؛ فإنه لا يأتي بعده إلا سبّ السّلف أو بليّة من بلاياه.
  قال له ابن سيرين في رؤيا قصها عليه: تكون شاعرا
  : وروى الحسن بن عليّ بن المعتزّ الكوفيّ عن أبيه عن السيّد قال: رأيت النبيّ ﷺ في النوم وكأنه(١) في حديقة سبخة(٢) فيها نخل طوال وإلى جانبها أرض كأنها / الكافور ليس فيها شيء؛ فقال: أتدريّ لمن هذا النخل؟ قلت:
  لا يا رسول اللَّه؛ قال: لامرئ القيس بن حجر، فاقلعها واغرسها في هذه الأرض ففعلت. وأتيت ابن سيرين فقصصت رؤياي عليه؛ فقال: أتقول الشعر؟ قلت: لا؛ قال: أما إنك ستقول شعرا مثل شعر امرئ القيس إلا أنّك تقوله(٣) في قوم بررة أطهار. قال: فما انصرفت إلَّا وأنا أقول الشعر.
  أنشد غانم الوراق من شعره لجماعة فمدحوه
  : قال الحسن وحدّثني غانم الورّاق قال: خرجت إلى بادية البصرة فصرت إلى عمرو بن تميم، فأثبتني بعضهم فقال: هذا الشيخ واللَّه راوية. فجلسوا إليّ وأنسوا بي، وأنشدتهم، وبدأت بشعر ذي الرمّة فعرفوه، وبشعر جرير والفرزدق فعرفوهما؛ ثم أنشدتهم للسيّد:
  أتعرف رسما بالسّويّين(٤) قد دثر ... عفته أهاضيب(٥) السحائب والمطر
  وجرّت به الأذيال ريحان خلفة ... صبا ودبور بالعشيّات والبكر
  منازل قد كانت تكون بجوّها ... هضيم الحشاريّا الشّوى سحرها النظر
  قطوف الخطا خمصانة بختريّة(٦) ... كأنّ محيّاها سنا دارة القمر
  رمتني ببعد بعد قرب بها النّوى ... فبانت ولمّا أقض من عبدة الوطر
  ولما رأتني خشية البين موجعا ... أكفكف منّي أدمعا فيضها(٧) درر
  / أشارت بأطراف إليّ ودمعها ... كنظم جمان خانه السّلك فانتثر
  وقد كنت ممّا أحدث البين حاذرا ... فلم يغن عنّي منه خوفي والحذر
سلام على من بايع اللَّه شاربا ... وليس على الحرب المقيم سلام
(١) في أ، ء، م: «وكان».
(٢) السبخة: الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر.
(٣) كذا في ح. وفي ب، أ، ء، م: «تقول». وفي س: «تقوم له» وهو تحريف.
(٤) كذا في أ، ء، م. وفي سائر الأصول: «الثوبين» ولم نقف عليها.
(٥) الأهاضيب: حلبات القطر.
(٦) البخترية: الحسنة المشية والجسم.
(٧) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «بيضها» بالباء الموحدة، وهو تحريف.