9 - أخبار السيد الحميري
  / قال: فجعلوا يمرّقون(١) لإنشادي ويطربون، وقالوا: لمن هذا؟ فأعلمتهم؛ فقالوا: هو واللَّه أحد المطبوعين، لا واللَّه ما بقي في هذا الزمان مثله.
  له من الشعر ما يجوز أن يقرأ على المنابر
  : أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن سعيد الدّمشقيّ قال حدّثنا الزبير بن بكَّار قال: سمعت عمّي يقول:
  لو أنّ قصيدة السيّد التي يقول فيها:
  إنّ يوم التطهير يوم عظيم ... خصّ بالفضل فيه أهل الكساء(٢)
  قرئت على منبر ما كان فيها بأس، ولو أن شعره كلَّه كان مثله لرويناه وما عيّبناه.
  وأخبرني أبو الحسن الأسديّ قال حدّثنا العباس بن ميمون طائع قال حدّثنا نافع عن التّوّزيّ بهذه الحكاية بعينها فإنّه قالها في:
  إن يوم التّطهير يوم عظيم
  قال: ولم يكن التّوّزيّ متشيّعا.
  سمع أعرابي شعره ففضله على جرير
  : قال عليّ بن المغيرة حدّثني الحسين بن ثابت قال:
  قدم علينا رجل بدويّ وكان أروى الناس لجرير، فكان ينشدني الشيء من شعره، فأنشد في معناه للسيّد حتى أكثرت. فقال لي: ويحك! من هذا؟ هو واللَّه أشعر من صاحبنا.
  مدح السفاح فأمر له بما أراد
  : أخبرني أبو الحسن الأسديّ قال حدّثني الحسن بن عليل العنزيّ عن ابن عائشة قال:
  لمّا استقام الأمر لبني العبّاس قام السيّد إلى أبي العباس السفّاح حين نزل عن المنبر فقال:
  دونكموها يا بني هاشم ... فجدّدوا من عهدها(٣) الدّراسا
  دونكموها لا علا كعب(٤) من ... كان عليكم ملكها نافسا
  دونكموها فالبسوا تاجها ... لا تعدموا منكم له لابسا
(١) يمرقون: يغنون. والتمريق: ضرب من الغناء وهو غناء السفلة والإماء. وفي الأصول: «يمزقون» بالزاي المعجمة، وهو تصحيف.
(٢) روى واثلة بن الأسقع (صحابي مشهور): أن رسول اللَّه ﷺ جاء ومعه علي وحسن وحسين آخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة وأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهما كساءه ثم تلا هذه الآية: {إِنَّما يُرِيدُ أللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي». (انظر «شرح الزرقاني على المواهب اللدنية» ج ٧ ص ٤ طبع بولاق). وقد جاءت هذه القصة بروايات أخر فانظرها في («روح المعاني» ج ٧ ص ٤٤).
(٣) في أ، ء، م: «عهدنا».
(٤) لا علا كعبه: لا شرفه اللَّه ولا أسعده.