9 - أخبار السيد الحميري
  قال حدّثنا حيّان بن علي عن أبي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس قال:
  كان النبيّ ﷺ إذا أراد حاجة تباعد حتى لا يراه أحد، فنزع خفّه فإذا عقاب قد تدلَّى فرفعه فسقط منه أسود سالخ. فكان النبيّ ﷺ يقول: «اللهمّ إني أعوذ بك من شرّ ما يمشي على بطنه ومن شرّ ما يمشي على رجليه ومن شرّ ما يمشي على أربع ومن شرّ الجن والإنس».
  قال أبو سعيد وحدّثنا / محمد بن إسماعيل الرّاشديّ قال حدّثنا عثمان بن سعيد قال حدّثنا حيّان بن علي عن سعد بن طريف عن عكرمة عن ابن عباس مثله.
  بلغه أن الحسن والحسين ركبا ظهر النبيّ ﷺ فقال شعرا
  : أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا حاتم بن قبيصة قال:
  سمع السيّد محدّثا يحدّث أن النبيّ ﷺ كان ساجدا، فركب الحسن والحسين على ظهره؛ فقال عمر ¥: نعم المطيّ مطيّكما! فقال / النبيّ ﷺ: «ونعم الراكبان هما». فانصرف السيّد من فوره فقال في ذلك:
  أتى حسنا والحسين النبيّ ... وقد جلسا حجرة(١) يلعبان
  ففدّاهما ثم حيّاهما ... وكانا لديه بذاك المكان
  فراحا وتحتهما عاتقاه ... فنعم المطيّة والراكبان
  وليدان أمّهما برّة ... حصان مطهّرة للحصان
  وشيخهما(٢) ابن أبي طالب ... فنعم الوليدان والوالدان
  خليليّ لا ترجيا واعلما ... بأن الهدى غير ما تزعمان
  وأنّ عمى الشكّ بعد اليقين ... وضعف البصيرة بعد العيان
  ضلال فلا تلججا فيهما ... فبئست لعمركما الخصلتان
  أيرجى عليّ إمام الهدى ... وعثمان ما أعند المرجيان(٣)
  ويرجى ابن حرب(٤) وأشياعه ... وهوج الخوارج(٥) بالنّهروان
(١) الحجرة: الناحية.
(٢) كذا في «تجريد الأغاني» وفي الأصول: «وشخصهما» بالصاد المهملة، وهو تحريف.
(٣) كذا في الأصول.
(٤) يعني به معاوية بن أبي سفيان بن حرب.
(٥) الخوارج: جماعة كانوا مع علي رضي اللَّه تعالى عنه في صفين وخرجوا عليه منهم الأشعث بن قيس وغيره. أرادوه على أن يقبل التحكيم الذي دعاه إليه معاوية وعمرو بن العاص، فأراد أن يبعث عبد اللَّه بن العباس فرفض الخوارج ذلك وقالوا: هو منك، فحملوه على بعث أبي موسى الأشعري على أن يحكما بكتاب اللَّه تعالى فجرى الأمر على خلاف ما رضي به. فلما لم يرض بذلك خرجت الخوارج عليه وقالوا: لم حكمت الرجال! لا حكم إلا اللَّه، وهم المارقة الذين اجتمعوا بالنهروان. وكبار فرق الخوارج ستة: الأزارقة والنجدات والصفرية والعجاردة والإباضية والثعالبة والباقون فروعهم ويجمعهم القول بالتبري عن عثمان وعلي