3 - ذكر خبر عمر بن أبي ربيعة ونسبه
  للثريّا: هذا عمر قد جشّمني السفر من المدينة إليك، فجئتك به معترفا لك بذنب لم يجنه، معتذرا إليك من إساءته إليك، فدعيني من التّعداد والتّرداد، فإنه من الشعراء الذين يقولون ما لا يفعلون، فصالحته أحسن صلح وأتمّه وأجمله، وكررنا إلى مكة، فلم ينزلها ابن أبي عتيق حتى رحل. وزاد عمر في أبياته:
  أزهقت أمّ نوفل إذ دعتها ... مهجتي(١)، ما لقاتلي من متاب
  حين قالت لها أجيبي فقالت ... من دعاني؟ قالت أبو الخطَّاب
  فاستجابت عند الدعاء كما لبّى رجال يرجون حسن الثواب / قال الزّبير: وما دعتها أمّ نوفل إلا لابن أبي عتيق، ولو دعتها لعمر ما أجابت. قال: وسألت عمّي عن أمّ نوفل، فقال: هي أمّ ولد عبد اللَّه بن الحارث أبي(٢) الثريّا. وسألته عن قوله:
  ... كما لبّى ... رجال يرجون حسن الثواب
  فقال: كرّرت في التلبية كما يفعل المحرم، فقالت: لبّيك لبيك.
  وأخبرني حبيب بن نصر قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار عن عمّه أنّ(٣) بعض المكَّيّين قال: كانت الثريّا تصبّ عليها جرّة ماء وهي قائمة فلا يصيب ظاهر فخذيها منه شيء من عظم عجيزتها.
  وأخبرني حبيب بن نصر قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا أبو غسّان محمد بن يحيى بخبر الثريّا هذا مع عمر، فذكر نحوا مما ذكره الزّبير، وقال فيه: لمّا أناخ ابن أبي عتيق بباب الثريّا أرسلت إليه: ما حاجتك؟ قال: أنا رسول عمر بن أبي ربيعة وأنشدها الشعر. فقالت: ابن أبي ربيعة فارغ(٤) ونحن في شغل، وقد تعبت فانزل بنا.
  فقال: ما أنا إذا برسول. ثم كرّ راجعا إلى ابن أبي ربيعة بمكة فأخبره الخبر فأصلح بينهما.
  حدّثني أحمد بن عبيد(٥) اللَّه بن عمار قال حدّثني يعقوب بن نعيم قال حدّثني إبراهيم بن إسحاق العنزيّ(٦) قال حدّثني عبد اللَّه بن إبراهيم الجمحيّ، وأخبرني به الحسين(٧) / بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن أيّوب بن عباية، وأخبرني به الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير عن مؤمن بن عمر بن أفلح عن(٨) عبد العزيز بن عمران، قالوا: قدم عمر بن أبي ربيعة المدينة، فنزل على ابن أبي عتيق - وهو عبد اللَّه [بن محمد(٩)] بن عبد الرحمن بن أبي بكر - فلمّا استلقى قال: أوّه!.
(١) في «الكامل» للمبرد طبع ليپزج ص ٣٧٩: «وقوله: أزهقت أم نوفل إذ دعتها مهجتي، تأويله: أبطلت وأذهبت؛ قال اللَّه ø:
(فيدمغه فإذا هو زاهق). يريد: أذهبت أم نوفل نفسي إذ كنت أخشى ألا تجيبها الثريا لوصالي.
(٢) كذا في ت، ح، ر. وفي سائر النسخ: «ابن الثريا» وهو تحريف.
(٣) في ت، أ، م، ء: «عن بعض».
(٤) فارغ: ليس عنده ما يشغله.
(٥) في ح، ر: «عبد اللَّه» وهو تحريف إذ تقدّم ذكره مرارا «عبيد اللَّه».
(٦) لا ندري أهو منسوب إلى عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان أم إلى عنز بن وائل بن قاسط، وكلاهما أبو قبيلة.
وفي ت: «العمري». وفي ح، ر: «المقري».
(٧) في ح، ر: «الحسن» وهو تحريف. وقد تقدّم ذكره مرارا «الحسين بن يحيى».
(٨) كذا في ح، ر. وفي سائر النسخ: «أفلح بن عبد العزيز» وهو تحريف.
(٩) زيادة ليست في الأصول؛ لأن اسم أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، واسم ابن أبي عتيق عبد اللَّه.