كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

10 - أخبار عبد الله بن علقمة وحبيشة

صفحة 211 - الجزء 7

  فطورنا غيره. فلم يزل يغنّيه إلى السّحر. فلما كان السّحر قالت له زوجته: هذا السّحر وما أفطرنا! فقال: أنت طالق إن كان سحورنا غيره. فلما أصبح قال لابنه: / خذ جبّتي هذه وأعطني خلقك ليكون الحباء فضل ما بينهما. فقال له: يا أبت، أنت شيخ وأنا شابّ وأنا أقوى على البرد منك. قال: يا بنيّ، ما ترك صوتك هذا للبرد عليّ سبيلا ما حييت⁣(⁣١).

  شعر لسليمان بن أبي دباكل:

  أخبرني وكيع قال أنشدنا أحمد بن يزيد الشّيبانيّ عن مصعب الزّبيريّ لسليمان ابن أبي دباكل⁣(⁣٢) قال:

  فهلا نظرت الصبح يا بعل زينب ... فتقضى لبانات الحبيب المفارق

  يروح إذا يمسي حنينا ويغتدي ... وتهجيره عند احتدام الودائق

  / فطر جاهدا أو كن حليفا لصخرة ... ممنّعة في رأس أرعن شاهق

  فما زال هذا الدهر من شؤم صرفه ... يفرّق بين العاشقين الأوامق

  فيبعدنا ممّن نريد اقترابه ... ويدني إلينا من نحبّ نفارق⁣(⁣٣)

  ولما علوا شغبا تبيّنت أنه ... تقطَّع من أهل الحجاز علائقي

  فلا زلن حسرى ظلَّعا لم حملنها ... إلى بلد ناء قليل الأصادق


(١) كذا وردت هذه العبارة في «نهاية الأرب» للنويري (ج ٤ ص ٢١٧ طبعة أولى. وفي الأصول: ... ما إلى ترك صوتك هذا للمبرد عندي سبيل ما حييت».

(٢) سليمان بن أبي دباكل: شاعر خزاعيّ من شعراء الحماسة.

(٣) في هذا البيت إقواء وهو اختلاف حركة الرويّ.