كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

11 - ذكر متيم الهشامية وبعض أخبارها

صفحة 212 - الجزء 7

١٢ - ذكر متيّم الهشاميّة⁣(⁣١) وبعض أخبارها

  مغنية شاعرة اشتراها علي بن هشام وهي أم ولده

  : كانت متيّم صفراء مولَّدة من مولَّدات البصرة، وبها نشأت وتأدّبت وغنّت. وأخذت عن إسحاق وعن أبيه من قبله وعن طبقتهما من المغنّين. وكانت من تخريج بذل وتعليمها. وعلى ما أخذت عنها كانت تعتمد. فاشتراها عليّ بن هشام⁣(⁣٢) بعد ذلك، فازدادت⁣(⁣٣) أخذا ممّن كان يغشاه من أكابر المغنّين. وكانت من أحسن الناس وجها وغناء وأدبا. وكانت تقول الشعر ليس ممّا يستجاد، ولكنّه يستحسن من مثلها. وحظيت عند عليّ بن هشام حظوة شديدة، وتقدّمت على جواريه جمع⁣(⁣٤) عنده، وهي أمّ ولده كلَّهم.

  كانت مولاة للبانة واشتراها منها علي بن هشام وأولدها

  : وقال عبد اللَّه بن العنز فيما أخبرني عنه محمد بن إبراهيم قريش قال أخبرني الحسن بن أحمد المعروف بأبي عبد اللَّه الهشاميّ قال:

  كانت متيّم للبانة بنت عبد اللَّه بن إسماعيل المراكبي⁣(⁣٥) مولي⁣(⁣٦) عريب، فاشتراها عليّ بن هشام منها بعشرين ألف درهم وهي إذ ذاك جويرية، فولدت له صفيّة / وتكنى أمّ العباس، ثم ولدت محمدا ويعرف بأبي عبد اللَّه، ثم ولدت بعده ابنا يقال له هارون ويعرف بأبي جعفر، سمّاه المأمون وكنّاه لمّا ولد بهذا الاسم والكنية. قال: ولما توفّي عليّ بن هشام عتقت.

  كانت تغني المأمون والمعتصم

  : وكان المأمون يبعث إليها فتجيئه فتغنّيه. فلما خرج المعتصم إلى سرّ من رأى أرسل إليها فأشخصها وأنزلها داخل الجوسق في دار كانت تسمّى الدّمشقيّ وأقطعها غيرها. وكانت تستأذن المعتصم في الدخول إلى بغداد إلى ولدها فتزورهم وترجع، ثم ضمّها لما خرجت قلم. وقلم جارية كانت لعليّ بن هشام. وكانت متيّم صفراء حلوة الوجه.


(١) كذا في ح وهو الصواب، نسبة إلى علي بن هشام وكان قد اشتراها وحظيت عنده، كما سيأتي بعد قليل. وفي سائر الأصول:

«الهاشمية» وهو تحريف.

(٢) كان من أمراء المأمون وقوّاده تولى له حرب بابك الخرّمي. ثم غضب عليه لأنه كان استعمله على أذربيجان وغيرها، فبلغه ظلمه وأخذه الأموال وقتله الرجال فأمر بقتله. (راجع «الطبري» و «ابن الأثير» في حوادث سنة ٢١٧ هـ).

(٣) كذا في «نهاية الأرب» للنويريّ (ج ٥ ص ٦٢ طبع دار الكتب المصرية) نقلا عن أبي الفرج. وفي ب، س: «فما ازدرت أحدا» وفي سائر النسخ: «فإن زارت أحدا» وكلاهما تحريف.

(٤) في الأصول: «على جواريه أجمع». وتأكيد جمع الإناث إنما هو «جمع».

(٥) سترد له أخبار في «الأغاني» (ج ١٠ ص ١٢٦ وج ١٨ ص ١٨٥ - ١٨٦ طبع بولاق).

(٦) في ب، س: «مولاة» وهو تحريف.