جرير
  فقال له التّيميّ أنت أسوأ قولا منّي حيث تقول:
  وأوثق عند المردفات عشيّة ... لحاقا إذا ما جرّد السيف لامع
  فجعلتهنّ مردفات غدوة ثم تداركتهنّ عشيّة. فقال: كيف أقول؟ قال تقول:
  وأوثق عند المرهفات عشيّة
  فقال جرير: واللَّه لهذا البيت أحبّ إليّ من بكري حزرة، ولكنك مجلب(١) للفرزدق(٢). وقال فيه جرير:
  هلَّا سوانا ادّرأتم يا بني لجأ ... شيئا يقارب أو وحشا لها غرر(٣)
  أحين كنت سماما يا بني لجأ ... وخاطرت بي عن أحسابها مضر!
  / خلّ الطريق لمن يبني المنار به ... وابرز ببرزة(٤) حيث اضطرّك القدر
  أنت ابن برزة منسوبا إلى لجأ ... عند العصارة والعيدان تعتصر
  ويروي:
  ألست نزوة خوّار على أمة ... عند العصارة والعيدان تعتصر
  فقال ابن لجأ يردّ عليه:
  لقد كذبت وشرّ القول أكذبه ... ما خاطرت بك عن أحسابها مضر
  بل أنت(٥) نزوة خوّار على أمة ... لا يسبق الحلبات اللؤم والخور
  ما قلت من هذه إلا سأنقضها ... يا بن الأتان بمثلى تنقض المرر
  وقال عمر بن لجأ(٦):
  عجبت لما لاقت رياح(٧) من الأذى ... وما اقتبسوا منّي وللشّر قابس
  غضابا لكلب من كليب فرسته ... هوى ولشدّات الأشود فرائس
  إذا ما ابن يربوع أتاك لمأكل ... على مجلس إن الأكيل مجالس
  فقل لابن يربوع ألست براحض ... سبالك عنّا إنهنّ نجائس
(١) كذا في ح والمجلب: المعين. وفي سائر الأصول: «محلب» بالحاء المهملة وهو تصحيف.
(٢) يلاحظ أن في هذا تنافيا مع ما تقدم في حديثه مع الحجاج؛ إذ صرح فيما تقدّم بأن عمر بن لجأ هو الذي عمد إلى هذا التغيير تقبيحا للشعر. (راجع ص ١٨ من هذا الجزء).
(٣) ادرأتم: ختلتم: وغرر: غفلات، واحدها غرة.
(٤) برزة: أم عمر بن لجأ.
(٥) في الأصول: «ألست نزوة إلخ» والتصحيح عن «النقائض» ص ٤٨٨.
(٦) في جميع الأصول: «وقال جرير» وهو خطأ إذ أن هذا الشعر قاله ابن لجأ يهجو به جريرا. (انظر في ترجمة الأخطل صفحة ١٨١ - ١٨٢ طبع بلاق).
(٧) رياح هو ابن يربوع وهو أحد أجداد جرير.