جرير
  سئل عن نفسه وعن الفرزدق والأخطل فأجاب
  : أخبرني هاشم بن محمد قال حدّثنا الرّياشيّ قال حدّثنا الأصمعيّ عن أبي عمرو قال:
  سئل جرير أيّ الثلاثة أشعر؟ فقال: أمّا الفرزدق فيتكلَّف منّي ما لا يطيقه؛ وأمّا الأخطل فأشدّنا اجتراء وأرمانا للغرض؛ وأما أنا فمدينة الشعر. وقد حدّثني بهذا الخبر حبيب بن نصر عن عمر بن شبّة عن الأصمعيّ فذكر نحو ما ذكره الرّياشيّ، وقال في خبره: وأما الأخطل فأنعتنا للخمر وأمدحنا للملوك.
  فضله أبو مهدي على جميع الشعراء
  : أخبرنا عمّي قال حدّثنا الكرانيّ قال حدّثنا العمريّ عن عطاء بن مصعب قال:
  قلت لأبي مهديّ الباهليّ وكان من علماء العرب: أيّما أشعر أجرير أم الفرزدق؟ فغضب ثم قال: جرير أشعر العرب كلَّها؛ ثم قال: / لا يزال الشعراء موقوفين يوم القيامة حتى يجيء جرير فيحكم بينهم.
  لم يحفل بنو طهية بهجائه حتى هجاهم في قصيدة الراعي فجزعوا
  : أخبرني هاشم بن محمد قال حدّثني العباس بن ميمون قال سمعت أبا عثمان المازنيّ يقول:
  / قال جرير: هجوت بني طهيّة أنواع الهجاء، فلم يحفلوا بقولي حتى قلت في قصيدة الراعي:
  كأنّ بني طهيّة رهط سلمى ... حجارة خارئ يرمي كلابا
  فجزعوا حينئذ ولا ذوا بي.
  كان عاقا لأبيه وابنه عاق له:
  أخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف قال حدّثنا أحمد بن الحارث الخرّاز قال حدّثنا المدائنيّ قال:
  كان جرير من أعقّ الناس بأبيه(١)، وكان بلال ابنه أعقّ الناس به. فراجع جرير بلالا الكلام يوما؛ فقال له بلال: الكاذب منّي ومنك ناك أمّه. فأقبلت أمّه عليه وقالت له: يا عدوّ اللَّه! أتقول هذا لأبيك! فقال جرير: دعيه، فو اللَّه لكأنه سمعها(٢) منّي وأنا أقولها لأبي.
  هجا عمر بن يزيد لتعصبه للفرزدق عليه
  : أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدّثنا أحمد بن الهيثم قال حدّثنا العمريّ عن لقيط قال:
  كان عمر بن يزيد بن عمير الأسديّ يتعصّب للفرزدق على جرير. فتزوّج امرأة من بني عدس بن زيد بن عبد اللَّه بن دارم؛ فقال جرير:
  نكحت إلى بني عدس بن زيد ... فقد هجّنت خيلهم العرابا
  أتنسى يوم مسكن(٣) إذ تنادي ... وقد أخطأت بالقدم الرّكابا
(١) كذا في الأصول ولعله: «أعق الناس لأبيه ... أعق الناس له».
(٢) كذا في ح: وفي سائر الأصول: «لكأني أسمعها مني ...».
(٣) مسكن: موضع كانت به الوقعة بين عبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير في سنة ٧١ هـ، وفيها قتل مصعب.