كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

جميل

صفحة 291 - الجزء 8

  بين علياء وابش فبليّ ... فالغميم الذي إلى جبله⁣(⁣١)

  واقفا في ديار أمّ جسير⁣(⁣٢) ... من ضحى يومه إلى أصله

  يا خليليّ إن أمّ جسير⁣(⁣٣) ... حين يدنو الضجيع من غللَّه

  روضة ذات حنوة وخزامى ... جاد فيها الربيع من سبله⁣(⁣٤)

  بينما هنّ بالأراك معا ... إذ بدا راكب على جمله

  فتأطَّرن ثم قلن لها ... أكرميه حيّيت في نزله⁣(⁣٥)

  فظللنا بنعمة واتّكأنا⁣(⁣٦) ... وشربنا الحلال من قلله

  / قد أصون الحديث دون خليل⁣(⁣٧) ... لا أخاف الأذاة من قبله

  غير ما بغضة ولا لآجتناب ... غير أنّي ألحت من وجله⁣(⁣٨)

  وخليل صاقبت⁣(⁣٩) مرتضيا⁣(⁣١٠) ... وخليل فارقت من مللَّه

  قال: فأنشده إياها حتى فرغ منها ثم اقتاد راحلته مولَّيا. فقال ابن الأزهر: هذا أشعر أهل الإسلام. فقال ابن حسّان:

  نعم واللَّه وأشعر أهل الجاهليّة، واللَّه ما لأحد منهم مثل هجائه ولا نسيبه. فقال عبد الرحمن بن الأزهر: صدقت.

  قال نصيب: وأنشدت الوليد فقال لي: أنت أشعر أهل جلدتك، واللَّه ما زاد عليها. فقلت: يا أبا محجن، أفرضيت منه بأن تكون أشعر السّودان؟ قال: وددت واللَّه يا بن أخي أنه أعطاني أكثر من هذا، ولكنه لم يفعل، ولست بكاذبك.

  كان صادق الصبابة وكان كثير يتقول

  : أخبرني أبو خليفة عن محمد بن سلَّام قال:

  كان لكثيّر في النّسيب حظَّ وافر وجميل مقدّم عليه وعلى أصحاب النسيب في النسيب؛ وكان كثيّر راوية


والثمام: نبت ضعيف له خوص أو شبيه بالخوص. والعارمات: القوية الشديدة. والمدب: مجرى السيل. والأسل: نبات له أغصان كثيرة، واحده أسلة.

(١) كذا في ح و «معجم ما استعجم» و «شرح شواهد المغني». ووابش: واد أو جبل بين وادي القرى والشام. وفي سائر الأصول: «رائس».

وبلى: تل قصير أسفل حاذة بينها وبين ذات عرق. والغميم: موضع بالحجاز.

(٢) كذا في ح. وأم جسير: أخت بثينة صاحبة جميل. وفي سائر الأصول: «أم حسين» وهو تحريف.

(٣) قال في «خزانة الأدب». والغلل داء. وقال العيني: هو الماء بين الأشجار. وفي «اللسان» أن من معاني الغلل العطش وحرارته.

(٤) الحنوة: نبات سهلي طيب الريح. والسبل: المطر.

(٥) التأطر: التثني. والنزل (بضمتين): ما يهيأ للضيف أن ينزل عليه.

(٦) اتكأنا: قال ابن قتيبة: معناه طعمنا وأكلنا، من قوله تعالى: {وأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} أي طعاما أو مجلس طعام؛ فإنهم كانوا يتكئون للطعام والشراب تترفا، ولذلك نهى عنه.

(٧) في «خزانة الأدب» للبغدادي و «شرح شواهد المغني»: «دون أخ».

(٨) في «شرح شواهد المغني» و «خزانة الأدب»:

غير بغض له ولا ملق ... غير أني أشحت من وجله

(٩) كذا في ح. وصاقبته: قاربته. وفي سائر الأصول: «صافيت».

(١٠) كذا في «شرح شواهد المغني». وفي الأصول: «مرتقبا».