كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

جميل

صفحة 317 - الجزء 8

  تكرّمت عن سوق المطيّ ولم يكن ... سياق⁣(⁣١) المطيّ همّتي ورجائيا

  / جعلت أبي رهنا وعرضي سادرا ... إلى أهل بيت لم يكونوا كفائيا

  إلى شرّ بيت من قضاعة منصبا ... وفي شرّ قوم منهم قد بداليا⁣(⁣٢)

  / فقال مروان: اركب لا ركبت!. ثم قال لجميل: انزل فارجز بنا، وهو يريد أن يمدحه. فنزل جميل فقال:

  أنا جميل في السّنام الأعظم ... الفارع الناس الأعزّ الأكرم

  أحمي ذماري ووجدت أقرمي ... كانوا على غارب طود خضرم ... أعيا على النّاس فلم يهدّم

  فقال: عدّ عن هذا. فقال جميل:

  لهفا على البيت المعدّي لهفا ... من بعد ما كان قد استكفّا

  ولو دعا اللَّه ومدّ الكفّا ... لرجفت منه الجبال رجفا

  فقال له اركب لا ركبت!.

  أمره الوليد بالحداء ليمدحه فقال شعرا في الفخر، ولم يمدح أحدا قط

  : قال الزّبير وحدّثني عمر بن أبي بكر المؤمّليّ قال:

  كان جميل مع الوليد بن عبد الملك في سفر والوليد على نجيب؛ فرجز به مكين العذريّ فقال:

  يا بكر هل تعلم من علاكا ... خليفة اللَّه على ذراكا

  فقال الوليد لجميل: انزل فارجز، وظنّ الوليد أنه يمدحه. فنزل فقال:

  أنا جميل في السّنام من معدّ ... في الذّروة العلياء والرّكن الأشدّ

  والبيت من سعد بن زيد والعدد ... ما يبتغي الأعداء منّي ولقد

  أضري⁣(⁣٣) بالشّتم لساني ومرد ... أقود من شئت وصعب لم أقد

  فقال له الوليد: اركب لا حملك اللَّه!. قال: وما مدح جميل أحدا قطَّ.

  هدّده الحزين الديلي فهجاه

  : أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثنا يونس بن عبد اللَّه⁣(⁣٤) بن سالم قال:

  / وقف جميل على الحزين الدّيليّ والحزين ينشد الناس. فقال له الحزين وهو لا يعرفه: كيف تسمع شعري؟


(١) في ح: «سياقي».

(٢) كذا في ترجمة جواس (في الجزء التاسع عشر من «الأغاني» طبع بلاق ص ١١٣). وفي الأصول هنا: «إلى خير بيت فيهم قد بداليا».

(٣) في كتاب «منتهى الطلب من أشعار العرب»: «أغرم». وفي الأصول: «أضر». وضرى بالشيء (من باب فرح) لهج به، وأضراه بالشيء ألهجه به.

(٤) في ج: «عبيد اللَّه».