3 - ذكر خبر عمر بن أبي ربيعة ونسبه
  / الغناء لمالك رمل ثقيل أوّل بالوسطى عن عمرو. وفيه لابن سريج خفيف ثقيل عن الهشاميّ، وكذا روته دنانير عن فليح، وقد نسب قوم لحن مالك إلى الغريض. ومنها:
  صوت
  يا خليليّ سائلا الأطلالا ... ومحلَّا بالرّوضتين(١) أحالا
  - ويروى:
  بالبليّين إن أحرن(٢) سؤالا
  وسفاه لولا الصّبابة حبسي ... في رسوم الدّيار ركبا عجالا
  بعد ما أقفرت من آل الثريّا ... وأجدّت فيها النّعاج ظلالا
  الغناء لابن سريج هزج خفيف مطلق في مجرى البنصر عن إسحاق. وفيه لحكم الواديّ ثقيل أوّل من جامع أغانيه. وذكر ابن دينار(٣) أنّ فيه لابن عائشة لحنا لم يذكر طريقته. وذكر إبراهيم أنّ فيه لدحمان لحنا ولم يجنّسه.
  وقال حبش: فيه لإسحاق ثقيل أوّل بالوسطى.
  عمر والثريا وقد نقلها زوجها إلى الشأم بعد تزوّجه إياها
  أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدّثنا أبو عبد اللَّه التّميميّ [يعني أبا العيناء(٤)] عن القحذميّ عن أبي صالح السّعديّ قال:
  لمّا تزوّج سهيل بن عبد العزيز الثّريّا ونقلها إلى الشأم، بلغ عمر بن أبي ربيعة الخبر، فأتى المنزل الذي كانت الثريّا تنزله، فوجدها قد رحلت منه يومئذ، فخرج في أثرها فلحقها على مرحلتين، وكانت قبل ذلك مهاجرته لأمر أنكرته عليه. فلما أدركهم نزل عن فرسه ودفعه إلى غلامه ومشى متنكَّرا حتى مرّ بالخيمة، فعرفته الثريّا وأثبتت(٥) حركته ومشيته، فقالت لحاضنتها(٦): كلَّميه، فسلَّمت عليه وسألته عن حاله وعاتبته على ما بلغ الثريّا عنه، فاعتذر وبكى، فبكت الثريّا، فقالت: ليس هذا وقت العتاب مع وشك الرّحيل. فحادثها إلى وقت طلوع الفجر ثم ودّعها
(١) كذا في أكثر النسخ. وقد أورد ياقوت أسماء روضات كثيرة في بلاد العرب وذكر أن عددها مائة وست وثلاثون روضة، وأنها ترد في الشعر مرة بالإفراد وأخرى بالتثنية والجمع، فيقال: روضة وروضتان وروضات ورياض، وكل ذلك للضرورة. ولم ندر أيّ الروضات أراد عمر بن أبي ربيعة في شعره، ولكنه يقرب أن تكون هذه الروضة بنواحي المدينة، فلا يبعد أن يكون أراد «روضة آجام» بالبقيع من نواحي المدينة، أو «روضة ذي الخزرج» أو «روضة ذي الغصن» بنواحي المدينة أيضا، أو «روضة ذات كهف» أو «روضة عرينة»، وكل هذه الروضات وكثير غيرها بنواحي المدينة. وفي ح، ر، م: «الرومتين» بالميم. وفي ت: «الروبتين» بالباء. ولعلهما تحريف، إذ لم نعثر فيما أورده «ياقوت» و «البكري» على هذين الاسمين.
(٢) يقال: كلمته فما أحار إليّ جوابا، أي مارد جوابا، وكلمته فما أحار سؤالا مثله، قال الأخطل:
هلا ربعت فتسأل الأطلالا ... ولقد سألت فما أحرن سؤالا
وفي «ديوانه»: «إن أجزن». وفي م، أ، ء: «إن أجاروا» وكلاهما تحريف.
(٣) في ت: «ابن هفان».
(٤) زيادة في ت.
(٥) أي عرفتهما حق المعرفة.
(٦) لحاضنتها: لمربيتها.