جميل
  فأعرض عنه جعفر - قال الزبير: بنو عامر بن ثعلبة بن عبد اللَّه بن ذبيان بن الحارث بن سعد رهط هدبة بن خشرم بن كرز بن أبي حيّة بن الكاهن وهو سلمة بن أسحم بن عامر بن ثعلبة بن عبد اللَّه بن ذبيان بن سعد هذيم بن زيد. وزيادة ابن زيد بن مالك بن عامر بن قرّة بن خنبس بن عمرو بن ثعلبة بن عبد اللَّه(١) بن ذبيان بن الحارث بن سعد هذيم.
  ولأي بن عبد مناة بن الحارث بن سعد هذيم - قال: فدخل جميل على هدبة بن خشرم السجن وهو محبوس بدم زيادة بن زيد، وأهدى له بردين من ثياب كساه إيّاهما سعيد بن العاصي، وجاءه بنفقة؛ فلما دخل عليه عرض ذلك عليه؛ فقال هدبة: أنت يا بن قميئة(٢) الذي تقول:
  بني عامر أنّى انتجعتم وكنتم ... إذا عدّد الأقوام كالخصية الفرد
  / أما واللَّه لئن خلَّص اللَّه لي ساقيّ لأمدّنّ لك مضامرك؛ خذ برديك ونفقتك. فخرج جميل؛ فلما بلغ باب السجن خارجا قال: اللهمّ أغن عنّي أجدع بني عامر!. وكانت بنو عامر قد قلَّوا فحالفوا لأيا.
  لقي عمر بن أبي ربيعة وتناشدا الشعر وفضله على نفسه
  : أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء ومحمد بن مزيد بن أبي الأزهر قالا حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم المخزوميّ قال حدّثني شيخ من أهلي عن أبيه عن الحارث مولى هشام بن المغيرة الذي يقول له عمر بن أبي ربيعة:
  يا أبا الحارث قلبي طائر
  قال: شهدت عمر بن أبي ربيعة وجميل بن عبد اللَّه بن معمر وقد اجتمعا بالأبطح؛ فأنشد جميل قصيدته:
  لقد فرح الواشون أن صرمت حبلي ... بثينة أو أبدت لنا جانب البخل
  يقولون مهلا يا جميل وإنني ... لأقسم ما بي من بثينة من مهل
  أحلما فقبل اليوم كان أوانه ... أم أخشى فقبل اليوم أوعدت بالقتل
  لقد أنكحوا حربي نبيها ظعينة ... لطيفة طيّ البطن ذات شوّى خذل
  وكم قد رأينا ساعيا بنميمة ... لآخر لم يعمد بكفّ ولا رجل
  أإذ ما تراجعنا الذي كان بيننا ... جرى الدمع من عيني بثينة بالكحل
  صوت
  كلانا بكى أو كاد يبكي صبابة ... إلى إلفه واستعجلت عبرة قبلي
  فلو تركت عقلي معي ما طلبتها ... ولكن طلابيها لما فات من عقلي
  فيا ويح نفسي حسب نفسي الذي بها ... ويا ويح أهلي ما أصيب به أهلي
(١) في الأصول: «ابن عمرو بن عبد اللَّه بن ثعلبة بن ذبيان إلخ».
(٢) القميئة: الذليلة.