جميل
  /
  وقالت لأتراب لها لا زعانف ... قصار ولا كسّ الثّنايا ولا ثعل(١)
  إذا حميت شمس النّهار اتقينها ... بأكسية الدّيباج والخزّ ذي الخمل
  تداعين فاستعجمن مشيا بذي الغضا ... دبيب القطا الكدريّ في الدّمث السّهل
  إذا ارتعن أو فزّعن قمن حوالها ... قيام بنات الماء في جانب الضّحل(٢)
  أجدّي لا ألقى بثينة مرّة ... من الدهر إلا خائفا أو على رجل(٣)
  خليليّ فيما عشتما هل رأيتما ... قتيلا بكى من حبّ قاتله قبلي
  قال: وأنشده عمر قوله:
  جرى ناصح بالودّ بيني وبينها ... فقرّبني يوم الحصاب إلى قتلي
  فما أنس م الأشياء أنس موقفي ... وموقفها وهنا(٤) بقارعة النخل
  فلمّا تواقفنا عرفت الذي بها ... كمثل الذي بي حذوك النعل بالنعل
  فقلن لها هذا عشاء وأهلنا ... قريب ألمّا تسأمي مركب البغل
  فقالت فما شئتنّ قلن لها انزلي ... فللأرض خير من وقوف على رحل
  فأقبلن أمثال الدّمى فاكتنفنها ... وكلّ يفدّي بالمودّة والأهل
  نجوم دراريّ تكنّفن صورة ... من البدر وافت غير هوج ولا ثجل(٥)
  / فسلَّمت واستأنست خيفة أن يرى ... عدوّ مكاني أو يرى كاشح فعلي
  فقالت وألقت جانب السّتر إنما ... معي فتحدّث غير ذي رقبة أهلي
  / فقلت لها ما بي لهم من ترقّب ... ولكنّ سرّي ليس يحمله مثلي
  فلما اقتصرنا دونهن حديثنا ... وهنّ طيبات بحاجة ذي التّبل(٦)
  عرفن الذي نهوى(٧) فقلن ائذني لنا ... نطف ساعة في برد ليل وفي سهل
  فقالت فلا تلبثن قلن تحدّثي ... أتيناك وانسبن انسياب مها الرمل
  وقمن وقد أفهمن ذا اللَّبّ أنما ... أتين الذي يأتين من ذاك من أجلي
(١) الزعانف: جمع زعنفة وهي القصيرة. والكس: جمع كساء. والكسس: قصر الأسنان وصغرها. والثعل: جمع ثعلاء. والثعل:
زيادة سن أو دخول سن تحت أخرى.
(٢) بنات الماء: الطيور التي تلازم الماء. والضحل: الماء القليل.
(٣) الرجل: الخوف أو الفزع من فوت الشيء، يقال أنا من أمرى على رجل أي على خوف من قوته. وفي ب، س: «على رحل» بالحاء المهملة.
(٤) كذا في أكثر الأصول و «ديوان عمر بن أبي ربيعة» (طبع أوروبا). وفي ب، س: «يوما بفارغة النخل».
(٥) ثجل: جمع ثجلاء، وصف من الثجل وهو عظم البطن واسترخاؤه، ويروى: «ولا عجل».
(٦) كذا في «ديوانه». والتبل: أن يسقم الهوى الإنسان. وفي الأصول: «ذي الشكل».
(٧) في «ديوانه»: «تهوى» بالتاء.