كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

جميل

صفحة 323 - الجزء 8

  فقال جميل: هيهات يا أبا الخطَّاب: لا أقول واللَّه مثل هذا سجيس⁣(⁣١) الليالي! وما خاطب النساء مخاطبتك أحد؛ وقام مشمّرا.

  نسبة ما في هذا الخبر من «الأغاني»

  صوت

  خليليّ فيما عشتما هل رأيتما ... قتيلا بكى من حبّ قاتله قبلي

  أبيت مع الهلَّاك ضيفا لأهلها ... وأهلي قريب موسعون ذوو فضل

  فلو تركت عقلي معي ما طلبتها ... ولكن طلابيها لما فات من عقلي

  الغناء للغريض ثاني ثقيل بالوسطى عن عمرو. وذكر حمّاد والهشاميّ أن فيه لنافع الخير مولى عبد اللَّه بن جعفر لحنا من الثقيل الأوّل.

  ومنها:

  صوت

  ألا أيّها البيت الذي حيل دونه ... بنا أنت من بيت⁣(⁣٢) وأهلك من أهل

  / ثلاثة أبيات فبيت أحبّه ... وبيتان ليسا من هواي ولا شكلَّيّ

  كلانا بكى أو كاد يبكي صبابة ... إلى إلفه واستعجلت عبرة قبلي

  الغناء لإسحاق خفيف ثقيل الثاني بالبنصر.

  ومنها:

  صوت

  لقد فرح الواشون أن صرمت حبلي ... بثينة أو أبدت لنا جانب البخل

  يقولون مهلا يا جميل وإنني ... لأقسم ما بي عن بثينة من مهل

  الغناء لابن محرز من كتاب يونس ولم يجنّسه، وذكر إسحاق أنه مما ينسب إلى ابن محرز وابن مسجح، ولم يصحّ عنده لأيّهما هو ولا ذكر طريقته.

  غنى نافع الخير يزيد بن معاوية من شعره

  : أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه قال حدّثني غير واحد من الرواة عن صالح بن حسّان قال أخبرني نافع مولى عبد اللَّه بن جعفر - وما رأيت أحدا قطَّ كان أشكل ظرفا ولا أزين في مجلس ولا أحسن غناء منه - قال:

  قدمنا مع عبد اللَّه بن جعفر مرّة على معاوية؛ فأرسل إليّ يزيد يدعوني ليلا؛ فقلت: أكره أن يعلم أمير المؤمنين مكاني عندك فيشكوني إلى ابن جعفر. قال فامهل حتى إذا سمر أمير المؤمنين فإن ابن جعفر يكون معه فلا يفتقدك


(١) سجيس الليالي: طول الليالي.

(٢) في ب، س:

بنا أنت من بيتي وأهلك من أهلي