كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

يزيد بن الطئرية

صفحة 337 - الجزء 8

  كتب إلى وحشية شعرا فأجابته

  : ونسخت من كتاب الحسن بن عليّ: حدّثنا عبد اللَّه بن عمرو قال حدّثني هشام بن محمد بن موسى قال حدّثنا عبد اللَّه بن إبراهيم الطائيّ قال حدّثني عبد اللَّه بن روح الغنويّ قال حدّثتني ظبية بنت وزير الباهليّة قالت⁣(⁣١):

  كتب يزيد بن الطَّثريّة إلى وحشيّة:

  أحبّك أطراف النهار بشاشة ... وباللَّيل يدعوني الهوى فأجيب

  لئن أصبحت ريح المودّة بيننا ... شمالا لقدما كنت وهي جنوب

  فأجابته بقولها:

  أحبّك حبّ اليأس إن نفع الحيا⁣(⁣٢) ... وإن لم يكن لي من هواك طبيب

  يزيد بن الطثرية وابن بوزل برملة حائل

  : أخبرني يحيى بن عليّ إجازة عن حماد بن إسحاق عن أبيه قال حدّثني هانئ بن سعد:

  أنّ ابن الطَّثريّة وابن بوزل، وهو قطريّ⁣(⁣٣) بن بوزل، خرجا يسيران حتى نزلا برملة حائل⁣(⁣٤) بين قفار الملح؛ فقال يزيد لابن بوزل: اذهب فاسق راحلتك واسقنا. فلمّا جاوز أوفى يزيد على أجرع⁣(⁣٥)، فرأى أشباحا فأتاها.

  فقيل له: هذه واللَّه فلانة وأهلها عجيبة بها (أي معجبون بها). فأتاها فظلّ عشيّته وبات ليلته وأقام الغد حتى راح عشيّا وقد لقي ابن بوزل كلّ شرّ ومات غيظا. فلما دنا منه قال:

  لو أنّك شاهدت الصّبا يا بن بوزل ... بجزع الغضى إذ راجعتني غياطله

  / بأسفل خلّ⁣(⁣٦) الملح إذ دين ذي الهوى ... مؤدّى وإذ خير الوصال⁣(⁣٧) أوائله

  لشاهدت يوما بعد شحط من النّوى ... وبعد تنائي الدار حلوا شمائله

  - وقد روي:

  وغيم⁣(⁣٨) الصّبا إذ راجعتني غياطله فاخترط⁣(⁣٩) سيفه ابن بوزل؛ وحاوطه⁣(⁣١٠) يزيد بعصاه⁣(⁣١١)، ثم اعتذر إليه وأخبره خبره فقبل منه. وقد روى هذه الأبيات أبو عمرو الشّيبانيّ وغيره فزاد فيها على إسحاق هذه الأبيات:


(١) في الأصول: «قال» وهو تحريف.

(٢) كذا في الأصول. ولعله: «أحبك حب الناس أن يقع الحيا ... إلخ».

(٣) الذي تقدم ذكره هو خليفة بن بوزل. ولعل قطريا هذا أخ لخليفة.

(٤) حائل: موضع في أرض اليمامة لبني قشير.

(٥) الأجرع: الكثيب جانب منه رمل وجانب حجارة.

(٦) كذا في «معجم البلدان» لياقوت عند الكلام على «خل» وهو موضع. وفي «الأصول»: «حل الملح» بالحاء المهملة وهو تصحيف.

(٧) في «معجم البلدان»: «وإذ خير القضاء».

(٨) في ب، س: «وغنم الصبا».

(٩) اخترط السيف: استله من غمده.

(١٠) حاوطه: داوره.

(١١) كذا فيء، م. وفي سائر الأصول: «بغضاة» والغضاة: خشبة من أصلب الخشب.