يزيد بن الطئرية
  أن تحمليني على مشروج(١) من أمرك فأركبه، وإما أن تلزّي بكري / بين قلوصيك. قالت: لو وقع بكرك بين قلوصيّ لطمرتا(٢) به طمرة يتطامن(٣) عنقه منها. قال: كلَّا! إنه شديد الوجيف(٤)، عارم الوظيف(٥)، فغلبها. فلما أتاها القوم قالت لهم: إنه أتاني رجل لا تمتنع عليه امرأة. فإمّا أن تغمضوا له، وإمّا أن ترحلوا عن مكانكم هذا؛ فرحلوا وذهبوا. فقال حكيم بن أبي الخلاف السّدريّ في قصيدة له يذكر أنه إنما ارتحلوا عنهم لأنهم آذوهم بكثرة ما يصنعون بهم:
  فكان الذي تهدون للجار منكم ... بخاتج حبّات(٦) كثيرا سعالها
  يزيد بن الطثرية وأسماء الجعفرية
  : قال إسحاق فأخبرني الفزاريّ: أنّ قوما من بني نمير وقوما من بني جعفر تزاوروا؛ فزار شبّان من بني جعفر بيوت بني نمير، فقبلوا وحدّثوا، وزار بنو نمير بني جعفر فلم يقبلوا؛ فاستنجدوا ابن الطَّثريّة فزار معهم بيوت بني جعفر، فأنشدهنّ وحدّثهنّ فأعجبن به واجتمعن إليه من البيوت. فتوعّد(٧) بنو جعفر ابن الطَّثريّة، فتتاركوا وأمسك بعضهم عن بعض. فأرسلت أسماء الجعفريّة إلى ابن الطَّثريّة أن لا تقطعني، وإن منعت فإنّي سأتخلَّص إلى لقائك.
  فأنشأ يقول:
  خليليّ بين المنحنى من مخمّر(٨) ... وبين اللَّوى من عرفجاء(٩) المقابل
  قفا بين أعناق اللَّوى(١٠) لمريّة ... جنوب تداوي غلّ شوق مماطل
  / لكيما أرى أسماء أو لتمسّني ... رياح بريّاها لذاذ الشّمائل
  لقد حادلت(١١) أسماء دونك باللَّوى ... عيون العدا سقيا لها من محادل
  ودسّت رسولا أنّ حولي عصابة ... هم الحرب(١٢) فاستبطن سلاح المقاتل
  / عشيّة مالي من نصير بأرضها ... سوى السّيف ضمّته إليّ حمائلي
  فيأيّها الواشون بالغشّ بيننا ... فرادى ومثنى من عدوّ وعاذل
(١) المشروج: المشقوق.
(٢) طمر الشيء: دفنه وخبأه.
(٣) في الأصول: «تتطامن» بالتاء والعنق يذكر ويؤنث والتذكير فيه أكثر.
(٤) الوجيف: سرعة السير.
(٥) العارم: القويّ الشديد. والوظيف لكل ذي أربع: ما فوق الرسغ إلى مفصل الساق.
(٦) كذا في أكثر الأصول. والبخاتج: جمع بختج (بالضم) وهو العصير المطبوخ. وفي ب، س: «نحانح حمان» وفي م. «مخاتع حبات».
(٧) في الأصول: «فتواعد».
(٨) مخمر (بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وكسر الميم مشدّدة، كما في «معجم ما استعجم». وقد ضبطه ياقوت في «معجمه» بفتح الميم مشدّدة): واد لبني قشير.
(٩) قال أبو زياد: عرفجاء: ماء لبني قشير وقال في موضع آخر: لبني جعفر بن كلاب مطوية في غربيّ الحمى.
(١٠) كذا في ياقوت في الكلام على مخمر. وفي الأصول: «أعناق الهوى».
(١١) كذا في «معجم البلدان» لياقوت في الكلام على «مخمر». وحادل: راوغ. وفي الأصول:
... جادلت ... .... من مجادل «
بالجيم.
(١٢) كذا في «مهذب الأغاني». وفي الأصول: «الحوت».