كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

3 - ذكر خبر عمر بن أبي ربيعة ونسبه

صفحة 204 - الجزء 1

  هذا أرادت به بخلا لأعذرها ... وقد أرى أنها لن تعدم العللا

  ما سمّي القلب إلَّا من تقلَّبه ... ولا الفؤاد فؤادا غير أن عقلا⁣(⁣١)

  / أمّا الحديث الذي قالت أتيت به ... فما عبأت⁣(⁣٢) به إذ جاءني حولا⁣(⁣٣)

  ما إن أطعت⁣(⁣٤) بها بالغيب قد علمت ... مقالة الكاشح الواشي إذا محلا⁣(⁣٥)

  إني لأرجعه فيها بسخطته ... وقد يرى أنّه قد غرّني زللا⁣(⁣٦)

  وهي قصيدة طويلة مذكورة في شعره.

  وفاة الثريّا

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ وحبيب بن نصر ومحمد بن خلف بن المرزبان قالوا حدّثنا عمر بن شبّة قال أخبرنا محمد بن يحيى قال زعم⁣(⁣٧) عبيد بن يعلى قال حدّثني كثير⁣(⁣٨) بن كثير السّهميّ قال:

  لمّا ماتت الثّريّا أتاني الغريض فقال لي: قل أبيات شعر أنح بها على الثّريّا فقلت:

  صوت

  ألا يا عين مالك تدمعينا ... أمن رمد بكيت فتكحلينا

  أم أنت حزينة تبكين شجوا ... فشجوك مثله أبكى العيونا

  غنّى الغريض في هذين البيتين لحنا من خفيف الثّقيل الأوّل بالوسطى عن عمرو ويحيى المكيّ والهشاميّ وغيرهم.

  وفاة عمر بن أبي ربيعة

  / أخبرني حبيب بن نصر المهلَّبيّ قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني عبد الجبّار بن سعيد المساحقيّ قال


(١) قال في «اللسان»: والتفؤد: التوقد، والفؤاد: القلب لتفؤده وتوقده. وقال في «القاموس» و «شرحه»: والتفؤد: التحرّق والتوقد، ومنه الفؤاد: للقلب، لأنّ عقل الفؤاد للمعلومات نتيجة اشتغاله وتوقده وتحرّكه وجولته فيها حتى يمحصها ويميز الصحيح من الفاسد والحق من الباطل.

(٢) كذا في «ديوانه» المخطوط. وفي «ديوانه» المطبوع: «عنيت» في الأصول: «غلبت».

(٣) كذا في «ديوانه». والحول: الحيلة. يريد أن الحديث الذي أوصله إليّ الوشاة لم أعبأ به لأنه ليس إلا حيلة لصرف القلب عن حبها.

وفي الأصول: «تبلا» ولا معنى له.

(٤) في «ديوانه»: «وما أقر بالغيب الخ».

(٥) محل به عند السلطان أو ذي جاه: كاده وسعى به عنده.

(٦) أي يرى أنه قد أوقعني في الخطيئة والزلل.

(٧) في ح، ر: «قال حدّثنا عمر بن عبيد بن يعلى». ولم نعثر على هذين الاسمين في «كتب التراجم». وقد تكرر هذا السند بعينه مرة أخرى في هذه الحكاية نفسها في الجزء الثاني في أخبار الغريض.

(٨) هو كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة القرشيّ السهميّ المكيّ، كما في «تهذيب التهذيب» ولم يضبطه. وقد اعتمدنا في ضبطه على ما ورد في كتاب المغني المطبوع على هامش «تقريب التهذيب» في الكلام على يحيى بن كثير من أنه بكاف مفتوحة وكسر الثاء المثلثة، وقال: وكذا كثير بن كثير وجعفر بن كثير أه.