كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

يزيد بن الطئرية

صفحة 344 - الجزء 8

  أحالفة عليك بنو قشير ... يمين الصّبر⁣(⁣١) أم متحرّجونا

  / - ويروى: يمين اللَّه -

  فإن تنكل قشير تقض جرم ... وتقض لها⁣(⁣٢) مع الشبه اليقينا

  أليس الجور أنّ أباك منّا ... وأنّك في قبيلة آخرينا

  / لعمر اللَّه أنّ بني قشير ... لجرم في يزيد لظالمونا

  فإلَّا يحلفوا فعليك شكل⁣(⁣٣) ... ونجر⁣(⁣٤) ليس مما يعرفونا

  وأعرف فيك سيّما آل صقر ... ومشيتهم إذا يتخيّلونا

  قال: وكانت جرم تدّعيه، وقشير تدّعيه؛ فأراد أن يخبر أنه دعيّ.

  وقال فديك بن حنظلة يهجوه:

  وإنّا لسيّارون بالسّنّة التي ... أحلَّت⁣(⁣٥) وفينا جفوة حين نظلم

  ومنّا الذي لاقته أمّك خاليا ... فلم تدر ما أيّ الشهور المحرّم

  فقال يزيد يهجو فديكا:

  أنعت عيرا من عيور القهر ... أقمر من شرّ خمير قمر⁣(⁣٦)

  صبّح أبيات فديك يجري ... منزلة اللَّؤم ودار الغدر

  فلقيته عند باب العقر⁣(⁣٧) ... ينشطها والدّرع عند الصّدر

  نشطك بالدّلو قراح الجفر⁣(⁣٨)

  حاور حسناء عرفته من حديثه

  : أخبرنا يحيى بن عليّ إجازة عن حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال حدّثنا أبو الحارث هانئ بن سعد الخفاجيّ قال:

  / ذكرت ليزيد بن الطَّثريّة امرأة حدثة جميلة؛ فخرج حتى يدفع إليها، فوجد عندها رجلين قاعدين يتحدّثان، فسلَّم عليهم؛ فأوجست أنه يزيد ولم تتثبّت⁣(⁣٩)، ورأت عليه مسحة. فقالت: أيّ ريح جاءت بك يا رجل؟ قال:


(١) يمين الصبر: هي التي يلزم بها المرء ويحبس عليها حتى يحلف بها؛ فلو حلف من غير إحلاف لم يكن قد حلف صبرا.

(٢) في أ، ء: «بها».

(٣) في ب، س: «ثكل» وهو تحريف.

(٤) كذا في ح. والنجر: اللون. وفي «سائر الأصول»: «نحر» وهو تصحيف.

(٥) في ح: «أجلت» بالجيم.

(٦) القهر: موضع. والقمرة: لون إلى الخضرة، وقيل: بياض فيه كدرة.

(٧) العقر: موضع. وينشطها: يرفعها.

(٨) الجفر: البئر.

(٩) في الأصول: «يثبت» بالياء.