يزيد بن الطئرية
  - قال عبد الرحمن: كان عمّي يحتجّ في تأنيث الموسى بهذا البيت -
  ترفّق بها يا ثور ليس ثوابها ... بهذا ولكن غير هذا ثوابها
  ألا ربّما يا ثور قد غلّ(١) وسطها ... أنامل رخصات حديث خضابها
  وتسلك(٢) مدرى العاج في مدلهمّة ... إذا لم تفرّج مات غمّا صوابها
  فراح بها ثور ترفّ(٣) كأنها ... سلاسل درع خيرها(٤) وانسكابها
  منعّمة كالشّرية(٥) الفرد جادها ... نجاء الثّريّا هطلها وذهابها
  / فأصبح رأسي كالصّخيرة أشرفت ... عليها عقاب ثم طارت عقابها
  أخبار من حلق رؤوسهم
  : ونظير هذا الخبر أخبار من حلقت جمّته فرثاها، وليس من هذا الباب، ولكن يذكر الشيء بمثله:
  أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال أخبرني عبد الرحمن عن عمه قال:
  شرب طخيم الأسديّ بالحيرة، فأخذه العبّاس بن معبد المرّيّ، وكان على شرط يوسف بن عمر، فحلق رأسه؛ فقال:
  وبالحيرة البيضاء شيخ مسلَّط ... إذا حلف الأيمان باللَّه برّت
  لقد حلقوا منّا غدافا كأنها ... عناقيد كرم أينعت فاسبطرّت(٦)
  يظلّ العذارى حين تحلق لمّتي ... على عجل يلقطنها حين جزّت
  أخبرني محمد عن(٧) عبد الرحمن عن عمه عن بعض بني كلاب قال:
  أخذ فتى منّا مع بعض فتيات الحيّ، فحلق رأسه فقال:
  يا لمّتي ولقد خلقت(٨) جميلة ... وكرمت حين أصابك الجلمان
(١) غل شعره بالطيب: أدخله في أصوله. وفي ب، س «عل» بالعين المهملة وهو تصحيف. وفي «الكامل» (ص ٣٣٤ طبع أوروبا):
... يا ثور فرّق بينها».
(٢) في «الكامل»: «فيهلك». ويهلك: يصل. والمدرى: شيء يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه يسرح به الشعر المتلبد، ويستعمله من لم يكن له مشط. ومدلهمه: سوداء.
(٣) كذا في «الكامل». وفي الأصول: «تزف». وهو تصحيف: ورف لونه: برق وتلألأ. وفيه أيضا: فجاء بها «بدل» فراح بها.
(٤) الخير: الهيئة. وفي ب، س: «خبؤها». ورواية هذا الشطر في «الكامل»: «سلاسل برق لينها وانسكابها». وسلاسل البرق هي ما استطال في عرض السحاب، ترى فيه هيئة انثناء والتواء.
(٥) الشرية: شجرة الحنظل، تشبه اللمم بها لحسنها لأنها جعدة. والنجاء: جمع نجو كبحر بحار، وهو السحاب الذي هراق ماءه.
والذهاب: جمع ذهبة (بالكسر) وهي المطرة الضعيفة، وقيل: الجود. ورواية هذا البيت في «الكامل»:
خدارية كالشرية الفرد جادها ... من الصيف أنواه مطير سحابها
والخدارية: وصف للمّة، أي شديدة السواد.
(٦) اسبطرت: طالت وامتدت.
(٧) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «محمد بن عبد الرحمن» وهو تحريف. إذ أن محمدا هذا هو محمد بن الحسن بن دريد، وقد تقدّمت روايته في السند السابق وفي غيره عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي.
(٨) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «حلقت» بالحاء المهملة.