كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

يزيد بن الطئرية

صفحة 349 - الجزء 8

  /

  أمست تروق الناظرين وأصبحت ... قصصا⁣(⁣١) تكون⁣(⁣٢) فواصل المرجان

  شعره في أخيه ثور

  : أخبرني وكيع قال حدّثني عليّ بن الحسين بن عبد الأعلى قال حدّثنا أبو محلَّم قال:

  كان ليزيد بن الطَّثريّة أخ يقال له ثور أكبر منه، فكان يزيد يغير على ماله ويتلفه، فيتحمّله ثور لمحبته إيّاه.

  فقال يزيد في ذلك:

  /

  نغير على ثور وثور يسرّنا ... وثور علينا في الحياة صبور

  وذلك دأبي ما حييت وما مشى ... لثور على عفر التّراب بعير

  الحرب بين عقيل وبني حنيفة ومقتل يزيد وما رثاه به الشعراء

  : وقتل يزيد بن الطَّثريّة في خلافة بني العبّاس⁣(⁣٣)، قتلته بنو حنيفة.

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال أخبرنا أبو سعيد السّكَّريّ عن محمد بن حبيب عن ابن الأعرابيّ عن المفضّل بن سلمة عن أبي عبيدة وابن الكلبيّ، وأخبرنا يحيى بن عليّ عن حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن أبي الجرّاح العقيلي قال:

  أغارت بنو حنيفة على طائفة من بني عقيل ومعهم رجل من بني قشير جار لهم؛ فقتل القشيريّ ورجل من بني عقيل واطَّردت⁣(⁣٤) إبل من العقيليّين؛ فأتى الصّريخ⁣(⁣٥) عقيلا فلحقوا القوم فقاتلوهم فقتلوا من بني حنيفة رجلا وعقروا أفراسا ثلاثة من خيل حنيفة وانصرفوا، فلبثوا سنة. ثم إن عقيلا انحدرت منتجعة من بلادها إلى بلاد بني تميم، فذكر لحنيفة وهم بالكوكبة⁣(⁣٦) والقيضاف، فغزتهم حنيفة، وحذر العقيليّون وأتتهم النّذر من نمير فانكشفوا فلم يقدروا عليهم؛ فبلغ ذلك من بني عقيل وتلهفوا على بني حنيفة، فجمعوا جمعا ليغزوا حنيفة، ثم تشاوروا.

  فقال بعضهم: لا تغزوا قوما / في منازلهم ودورهم فيتحصّنوا دونكم ويمتنعوا منكم، ولا نأمن أن يفضحوكم، فأقاموا بالعقيق. وجاءت حنيفة غازية كعبا لا تتعدّاها حتى وقعت بالفلج، فتطاير الناس، ورأس حنيفة يومئذ المندلف، وجاء صريخ كعب إلى أبي لطيفة بن مسلم العقيليّ وهو بالعقيق أمير عليها؛ فضاق بالرسول ذرعا وأتاه


(١) القصص (بالتحريك): ما قص من الشعر.

(٢) في ب، س: «تفوق».

(٣) قال ابن خلكان في ترجمة يزيد بن الطثرية: «وقال أبو بكر بن يحيى بن جابر البلاذري في كتاب» أنساب الأشراف «، بعد ذكر مقتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان الأموي الحكميّ ووقائع جرت في سنة ست وعشرين ومائة، فكان في أثناء ذلك وقعة قتل فيها المندلف بن إدريس الحنفي وقتل معه يزيد بن الطثرية المذكور على قرية يقال لها الفلج» ثم قال: وذكر أبو الحسن الطوسيّ المذكور في هذه الواقعة أن الراية كانت مع يزيد بن الطثرية، فلما قتل المندلف وهرب أصحابه ثبت يزيد بن الطثرية، وكان عليه جبة خز فتشبثت في عشرة (بضم العين وفتح الشين والراء) فعثر فضربه بنو حنيفة حتى قتلوه. ثم استنبط ابن خلكان أن قتل يزيد بن الطثرية كان في هذه السنة عقب مقتل الوليد بن يزيد. ثم نقل عن أبي الفرج قوله في أوّل» ديوان يزيد «الذي جمعه من شعره أنه قتل في خلافة بني العباس، وقال: والأوّل أصح.

(٤) طرد الإبل: ساقها، والمطاوع له اطردت الإبل.

(٥) الصريخ: الاستغاثة.

(٦) لم نجد هذين الموضعين في «معجمات البلدان».