جميلة
  لقب له، ولكنه سودان(١) بن عمرو بن الغوث بن طيّئ، أغار على بني عامر فأصاب بني كلاب وبني كعب، واستحرّ القتل(٢) في غنيّ بن أعصر ومالك بن أعصر؛ وأعصر هو الدخان، ولذلك قيل لهما ابنا دخان، وأخوهما الحارث وهو الطَّفاوة(٣) وهو مالك بن سعد بن قيس بن عيلان، وغطفان بن سعد عمّهم. وكانت غنيّ مع بني عامر في دارهم موالي(٤) لنمير، وكان فيهم فرسان وشعراء. ثم إنّ غنيّا أغارت على طيّئ وعليهم سيار(٥) بن هريم؛ فقال في ذلك قصيدته الطويلة:
  وبالقفر دار من جميلة هيّجت ... سوالف شوق في فؤداك منصب
  لحنت قصيدة لعمرو بن أحمر بن العمرد في عمر بن الخطاب لحنا جميلا، ونبذة عن ترجمة ابن أحمر
  : وحدّثني أيّوب بن عباية قال:
  كان عمرو بن(٦) أحمر بن العمرّد بن عامر بن عبد شمس بن فرّاص بن معن بن مالك ابن أعصر بن قيس بن عيلان بن مضر من شعراء الجاهليّة المعدودين، وكان ينزل الشأم، وقد أدرك الإسلام وأسلم، وقال في الجاهليّة والإسلام شعرا كثيرا وفي الخلفاء الذين أدركهم: عمر بن الخطاب فمن دونه إلى عبد الملك(٧) بن مروان، وكان في خيل خالد بن الوليد حين وجّه أبو بكر خالدا إلى الشأم؛ ولم يأت أبا بكر. وقال في خالد |:
  إذا قال سيف اللَّه كرّوا عليهم ... كررت بقلب رابط الجأش صارم
  وقال في عمر بن الخطاب ¥ قصيدة له طويلة جيّدة:
  أدركت آل أبي حفص وأسرته ... وقبل ذاك ودهرا بعده كلبا
  قد ترتمى بقواف بيننا دول ... بين الهناتين(٨) لا جدّا ولا لعبا
  اللَّه يعلم ما قولي وقولهم ... إذ يركبون جنانا(٩) مسهبا وربا
  وقال في عثمان بن عفّان ¥:
  حثّى فليس إلى عثمان مرتجع ... إلَّا العداء وإلَّا مكنع(١٠) ضرر
(١) كذا في «أسد الغابة» في «ترجمة زيد الخيل. وفي ب، س:» أسود بن عمرو. وفي» سائر الأصول «:» أسودان بن عمرو. وكلاهما تحريف.
(٢) كذا في ب، س. وفي أكثر الأصول: ... واستحر القتل في غنى بن أعصر وأعصر اسمه مالك وأعصر هو الدخان ولذلك قيل لهما ابنا دخان وأخوهما ... إلخ». وظاهر أن في هذه العبارة خطأ. والذي في كتاب «المعارف» لابن قتيبة أن أعصر بن سعد ولد غنى بن أعصر ومعن بن أعصر وهو أبو باهلة ومنبه بن أعصر وهم الطفاوة. وفيما بينه وبين ما في الأصول هنا خلاف كبير.
(٣) كذا في الأصول. ولعل صواب العبارة: «وهو الطفاوة بن أعصر بن سعد ... إلخ».
(٤) في الأصول: «مواليا لنمير».
(٥) كذا في ب، س. وفي سائر الأصول: «سنان بن هديم».
(٦) كذا في نسخة المرحوم الشنقيطي و «الشعر والشعراء والمعارف» لابن قتيبة. وفي الأصول: «عمر بن أحمد بن العمرد». وهو تحريف.
(٧) وقيل: إنه مات في عهد عثمان ¥. (راجع «معجم الشعراء» للمرزباني).
(٨) في ب، س: «بين الهباتين». ولم نهتد إلى الصواب فيه.
(٩) الجنان: الأمر الخفيّ. والورب (وزان فرح): الفاسد. أي يركبون أمرا ملتبسا فاسدا. (راجع «اللسان» مادة جنن).
(١٠) كذا في أكثر الأصول. وفي ب، س: «مكبع صور» والمكنع: الذليل الحقير.