كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

عنترة

صفحة 386 - الجزء 8

  ٥ - ذكر عنترة ونسبه وشئ من أخباره

  نسب عنترة

  : أمه أمة حبشية، كان أبوه نفاه ثم ألحقه بنسبه

  : هو عنترة بن شدّاد، وقيل: ابن عمرو بن شدّاد، وقيل: عنترة بن شدّاد بن عمرو بن معاوية بن قراد بن مخزوم بن ربيعة، وقيل: مخزوم بن عوف بن مالك ابن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن الرّيث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر. وله لقب يقال له عنترة الفلحاء؛ وذلك لتشقّق شفتيه. وأمّه أمة حبشيّة يقال لها زبيبة، وكان لها ولد عبيد من غير شدّاد، وكانوا إخوته لأمّه. وقد كان شدّاد نفاه مرّة ثم اعترف به فألحق بنسبه.

  وكانت العرب تفعل ذلك، تستعبد بني الإماء، فإن أنجب اعترفت به وإلَّا بقي عبدا.

  حرشت عليه امرأة أبيه فضربه أبوه فكفته عنه فقال فيها شعرا

  : فأخبرني عليّ بن سليمان النحويّ الأخفش قال أخبرنا أبو سعيد الحسن بن الحسين السكَّريّ عن محمد بن حبيب، قال أبو سعيد وذكر ذلك أبو عمرو الشّيبانيّ، قالا: كان عنترة قبل أن يدّعيه أبوه حرّشت عليه امرأة أبيه وقالت: إنه يراودني عن نفسي؛ فغضب من ذلك شدّاد غضبا شديدا وضربه ضربا مبرّحا وضربه بالسيف؛ فوقعت عليه امرأة أبيه وكفّته عنه. فلما رأت ما به من الجراح بكت - وكان اسمها سميّة وقيل: سهيّة⁣(⁣١) - فقال عنترة:

  صوت

  أمن سميّة دمع العين مذروف ... لو أنّ ذا منك⁣(⁣٢) قبل اليوم معروف

  / كأنّها يوم صدّت ما تكلَّمني ... ظبي بعسفان⁣(⁣٣) ساجي العين⁣(⁣٤) مطروف

  تجلَّلتني إذ أهوى العصا قبلي ... كأنّها صنم يعتاد معكوف

  العبد عبدكم والمال مالكم ... فهل عذابك عنّي اليوم مصروف

  تنسى بلائي إذا ما غارة لحقت ... تخرج منها الطَّوالات السّراعيف


(١) كذا في أ، وهو المعروف. وفي سائر الأصول: «سمينة».

(٢) كذا في «ديوانه» نسخة مخطوطة بقلم المرحوم الشنقيطي محفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (١٨٣٧ أ، ب، ش). وفيما سيأتي في ج، أفي شرح الأبيات، وفي الأصول هنا: «فيك».

(٣) عسفان: منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة، وقيل فيها غير ذلك.

(٤) في بعض الأصول: «ساجي الطرف»، وهو الأكثر في الاستعمال.