كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

الأخطل

صفحة 434 - الجزء 8

  فإن يطعن فليس بذي غناء ... وإن يطعن فمطعنه يسير

  متى ما ألقه ومعي سلاحي ... يخرّ على قفاه فلا يحير⁣(⁣١)

  فمشى⁣(⁣٢) أبوها في رجال من قومه إلى الأخطل فكلَّموه؛ فقال: أمّا ما مضى فقد مضى ولا أزيد.

  وصيته عند موته

  : أخبرنا أبو خليفة إجازة عن محمد بن سلَّام قال:

  لمّا حضرت الأخطل الوفاة قيل له: يا أبا مالك، ألا توصي؟ فقال:

  أوصّي الفرزدق عند الممات ... بأمّ جرير وأعيارها

  وزار القبور أبو مالك ... برغم العداة وأوتارها

  رأي ابن سلام في شعر له وشعر لجرير

  : أخبرنا أبو خليفة إجازة عن محمد بن سلَّام قال قال لي معاوية بن أبي عمرو بن العلاء: أيّ البيتين عندك أجود: قول جرير:

  ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح

  أم قول الأخطل:

  شمس العداوة حتى يستفاد لهم ... وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا

  فقلت: بيت جرير أحلى وأسير، وبيت الأخطل أجزل وأرزن. فقال: صدقت، وهكذا كانا في أنفسهما عند الخاصّة والعامّة.

  رأي حماد الراوية في شعره

  : أخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن الحلبيّ وجعفر بن سعيد أنّ رجلا سأل حمّادا الراوية عن الأخطل فقال: ويحكم! ما أقول في شعر رجل قد واللَّه حبّب⁣(⁣٣) إليّ شعره النّصرانية!.

  فضله كثير من العلماء على صاحبيه

  : أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال / حدّثنا أبو عثمان الأشناندانيّ⁣(⁣٤) عن أبي عبيدة قال: كان يونس بن حبيب وعيسى بن عمر وأبو عمرو يفضّلون الأخطل على الثلاثة⁣(⁣٥).


(١) في «شعر الأخطل» ص ١١٨: «يخر على القفا وله نخير».

(٢) في ب، س: «فمضى».

(٣) في ب، س: «قد واللَّه حبب إليّ شعر النصرانية».

(٤) في أ، م: «والاشنانادانى».

(٥) لعل صوابها: «من الثلاثة» أو «على الاثنين».