كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

جرادتا عبد الله بن جدعان

صفحة 449 - الجزء 8

  ١٢ - ذكر جرادتي عبد اللَّه بن جدعان وخبرهما وشئ من أخبار ابن جدعان

  نسب عبد اللَّه بن جدعان

  : هو عبد اللَّه بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيّم بن مرّة بن كعب بن لؤيّ بن غالب.

  كان جوادا فوهب لأميّة بن أبي الصلت أميّة الجرادتين

  : قال ابن الكلبيّ: كانت لابن جدعان أمتان تسميّان الجرادتين تتغنيّان في الجاهليّة، سمّاهما⁣(⁣١) بجرادتي عاد.

  ووهبهما عبد اللَّه بن جدعان لأميّة بن أبي الصّلت الثّقفيّ، وقد كان امتدحه. وكان ابن جدعان سيّدا جوادا، فرأى أميّة ينظر إليهما هو عنده فأعطاه إيّاهما.

  سؤال عائشة للنبي عنه

  : وأخبرني أبو اللَّيث نصر بن القاسم الفرائضيّ قال حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدّثنا حفص بن غياث عن داود عن الشّعبيّ عن مسروق عن عائشة قالت:

  قلت: يا رسول / اللَّه إن ابن جدعان كان في الجاهليّة يصل الرّحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه؟ قال:

  «لا لم يقل يوما اغفر لي خطيئتي يوم الدّين».

  قدم عليه أمية وهو عليل فضمنه قضاء دينه، فمدحه

  : أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني جعفر بن الحسين قال حدّثني إبراهيم بن أحمد قال:

  قدم أميّة بن أبي الصّلت على عبد اللَّه بن جدعان؛ فلما دخل عليه قال له عبد اللَّه: أمر ما أتى بك! فقال أميّة:

  كلاب غرماء نبحتني ونهشتني. فقال له عبد اللَّه: قدمت عليّ وأنا عليل من حقوق لزمتني ونهشتني، فأنظرني قليلا، ما في يدي⁣(⁣٢)، وقد ضمنتك قضاء دينك ولا أسأل عن مبلغه. قال: فأقام أميّة أيّاما، فأتاه فقال:

  /

  أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء

  وعلمك بالأمور وأنت قرم ... لك الحسب المهذّب والسّناء

  كريم لا يغيّره صباح ... عن الخلق السّنيّ ولا مساء


(١) في أ، م: «يسميهما».

(٢) الطاهر أنه يريد: «ما في يدي شيء».