كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

العباس بن الأحنف

صفحة 471 - الجزء 8

  قفا خبّراني أيّها الرجلان ... عن النوم إنّ الهجر عنه نهاني

  وكيف يكون النوم أم كيف طعمه ... صفا النّوم لي إن كنتما تصفان

  قال: على قلَّة إعجابه بمثل هذه الأشعار.

  كان سلمة بن عاصم معجبا بشعره حتى كان يحمله معه

  : حدّثني الصّوليّ قال حدّثني ميمون بن هارون بن مخلد قال حدّثنا أحمد بن إبراهيم قال: رأيت سلمة بن عاصم ومعه شعر العباس بن الأحنف، فعجبت منه وقلت: مثلك - أعزّك اللَّه - يحمل هذا! فقال: ألا أحمل شعر من يقول:

  صوت

  أسأت أن أحسنت ظنّي بكم ... والحزم سوء الظنّ بالنّاس

  يقلقني الشوق فآتيكم ... والقلب مملوء من الياس

  غنّى هذين البيتين حسين بن محرز خفيف رمل بالوسطى. وأوّل الصوت:

  يا فوز يا منية⁣(⁣١) عبّاس ... واحربا من قلبك القاسي

  أعجب أعرابي بشعره

  : وروى أحمد بن إبراهيم قال: أتاني أعرابيّ فصيح ظريف، فجعلت أكتب عنه أشياء / حسانا؛ ثم قال:

  أنشدني لأصحابكم الحضريّين. فأنشدته للعبّاس بن الأحنف:

  ذكرتك بالتّفّاح لمّا شممته ... وبالرّاح لما قابلت أوجه الشّرب

  تذكَّرت بالتفّاح منك سوالفا ... وبالرّاح طعما من مقبّلك العذب

  فقال: هذا عندك وأنت تكتب عنّي! لا أنشدك حرفا بعد هذا.

  فضل العباس بن الفضل بعض شعره على قول أهل العراق:

  وحدّثني الصّوليّ قال حدّثني الحسين بن يحيى الكاتب قال سمعت عبد اللَّه بن العبّاس بن الفضل يقول: ما

  أعرف في العراق أحسن من قول ابن الأحنف

  :

  سبحان ربّ العلا ما كان أغفلني ... عما رمتني به الأيام والزمن

  من لم يذق فرقة الأحباب ثم يرى ... آثارهم بعدهم لم يدر ما الحرن

  قال أبو بكر: وقد غنّى عبد اللَّه بن العبّاس فيه صوتا خفيف رمل.


(١) كذا في «ديوانه» طبع مطبعة الجوائب ص ٩١، وقد ورد فيه هذا البيت هكذا:

يا فوز يا منية عباس ... قلبي يفدّى قلبك القاسي

وفي الأصول: «يا هيبة عباس» وهو تحريف.