كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

العباس بن الأحنف

صفحة 472 - الجزء 8

  مدح حسين بن الضحاك شعره واستجاده

  : حدّثني الصّوليّ قال حدّثنا ميمون بن هارون قال: سمعت حسين بن الضّحّاك يقول:

  لو جاء العبّاس بن الأحنف بقوله ما قاله في بيتين في أبيات لعذر، وهو قوله:

  لعمرك ما يستريح المحبّ ... حتى يبوح بأسراره

  فقد يكتم المرء أسراره ... فتظهر في بعض أشعاره

  ثم قال: أمّا قوله في هذا المعنى الذي لم يتقدّمه فيه أحد فهو:

  الحبّ أملك للفؤاد بقهره ... من أن يرى للسّتر فيه نصيب

  وإذا بدا سرّ اللبيب فإنّه ... لم يبد إلَّا والفتى مغلوب

  أخبرني الصّوليّ قال حدّثني الغلابيّ قال حدّثني الزّبير بن بكَّار قال قال أبو العتاهية: ما حسدت أحدا إلا العبّاس بن الأحنف في قوله:

  إذا امتنع القريب فلم تنله ... على قرب فذاك هو البعيد

  فإني كنت أولى به منه وهو بشعري أشبه منه بشعره. فقلت له: صدقت، هو يشبه شعرك.

  استجاد الكندي ضروب شعره

  : أخبرني الصّوليّ قال حدّثني أبو الحسن الأنصاريّ قال: سمعت الكنديّ يقول: العباس بن الأحنف مليح ظريف حكيم جزل في شعره، وكان قليلا ما يرضيني الشعر. فكان ينشد له كثيرا:

  صوت

  ألا تعجبون كما أعجب ... حبيب يسيء ولا يعتب

  وأبغي رضاه على سخطه ... فيأبى عليّ ويستصعب

  فيا ليت حظَّي إذا ما أسأ ... ت أنّك ترضى ولا تغضب

  / كان إبراهيم الموصلي مشغوفا بشعره كثير الغناء فيه:

  أخبرني الصوليّ قال حدّثنا محمد بن الفضل قال حدّثني حماد بن إسحاق قال:

  كان جدّي إبراهيم مشغوفا بشعر العبّاس، فتغنّى في كثير من شعره، فذكر أشعارا كثيرة حفظت منها:

  صوت

  وقد ملئت ماء الشّباب كأنّها ... قضيب من الرّيحان ريّان أخضر

  هم كتموني سيرهم حين أزمعوا ... وقالوا اتّعدنا للرّواح وبكَّروا

  / ذكر الهشاميّ أنّ اللحن في هذين البيتين لعلَّوية رمل، وفي كتاب ابن المكيّ أنه لابن سريح، وهو غلط.