نسبه وأخباره
  ويكفيك عمرو وأشياعه ... لكيز بن أفصى وما عدّدوا
  وأكفيك بكرّا إذا أقبلت ... بطعن يشيب له الأمرد
  فلما اصطف الناس، أرسل مالك بن مسمع إلى ضرار بن القعقاع يسأله الصلح على أن يعطيه ما أحبّ، فقال له حارثة: إنه واللَّه ما أرسل إليك نظرا لك ولا إبقاء عليك، ولكنه أراد أن يغري بينك وبين سعد. فمضى ضرار إلى راية الأحنف فحملها وحمل على مالك فهزمه، وفقئت عينه يومئذ.
  هو ومسجد الأحامرة
  : أخبرني محمد بن يحيى قال: أنبأنا محمد بن زكريا، عن محمد بن سلام، عن أبي اليقظان قال:
  مرّ حارثة بن بدر بالمسجد الذي يقال له «مسجد الأحامرة» بالبصرة فرأى مشيخة قد خضبوا لحاهم بالحنّاء فقال: ما هذه الأحامرة؟ فالمسجد الآن يلقّب «مسجد الأحامرة» منذ يوم قال حارثة هذا القول.
  شعره في رجل من الخلج
  : أخبرني محمد بن يحيى، قال: أنبأنا محمد بن زكريا، عن القحذمي، قال: عرض لحارثة بن بدر رجل من الخلج(١) في أمر كرهه عند زياد، فقال فيه حارثة:
  /
  لقد عجبت وكم للدهر من عجب ... مما تزيّد في أنسابها الخلج
  كانوا خسّا أو زكَّا من دون أربعة ... لم يخلقوا وجدود الناس تعتلج(٢)
  الخسا: الفرد، والزّكا: الزوج.
  أنشد الشعبي من شعره عبد اللَّه بن جعفر فأجازه
  : أخبرني الحسن بن عليّ، قال: أنبأنا أحمد بن يحيى، قال: أنبأنا محمد بن عمر بن زياد الكندي، قال: أنبأنا يحيى بن آدم، عن أبي زائدة، عن مجالد، عن الشعبي، قال:
  كنت عند عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب فأنشدته لحارثة بن بدر:
  وكان لنا نبع تقينا عروقه ... فقد بلغت إلا قليلا حلوقها(٣)
  وشيّب رأسي واستخفّ حلومنا ... رعود المنايا فوقنا وبروقها
  وإنّا لتستحلي(٤) المنايا نفوسنا ... ونترك أخرى مرّة ما تذوقها
  رأيت المنايا بادئات وعودا ... إلى دارنا سهلا إليها طريقها
  فقد قسّمت نفسي فريقين منهما ... فريق مع الموتى وعندي فريقها
(١) الخلج: أولاد الحارث بن فهر. («جمهرة أنساب العرب» ١٧٦ - ١٧٧).
(٢) أنشد ابن منظور البيت (خسا) منسوبا إلى الدبيرية.
(٣) مرّ هذا البيت برواية أخرى (ص ٣٨٠).