كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسبه وأخباره

صفحة 502 - الجزء 8

  قال الشّعبي: فقال لي ابن جعفر: نحن كنا أحقّ بهذا الشعر. وجاءه غلامه بدراهم في منديل، فقال له: هذه غلَّة أرضك بمكان كذا وكذا. فقال: ألقها في حجر الشّعبي. فألقاها في حجري.

  شعر علقمة المازني في ولاية حارثة كوار

  : أخبرني الحسن بن علي، قال: أنبأنا أحمد بن الحارث الخراز، عن المدائني، عن مسلمة بن محارب:

  أن زيادا استعمل حارثة بن بدر على كوار⁣(⁣١)، وهو إذ ذاك عامل عليّ بن أبي طالب ¥ على فارس، وكان حارثة بن بدر صاحب شراب، فكتب زياد إلى حارثة يحثّه على جباية الخراج، فكتب إليه علقمة بن معبد المازني:

  /

  ألم تر أنّ حارثة بن بدر ... يصلَّي وهو أكفر من حمار⁣(⁣٢)

  وأن المال يعرف من حواه ... ويعرف بالزّواني والعقار⁣(⁣٣)

  شعره في بغلة مرت به وكان زياد أهداها له

  : وقال المدائني في خبره هذا:

  حمل زياد بن أبيه حارثة بن بدر على بغلة يقال لها «أطلال» كان خرزاذ بن الهربد ابتاعها بأربعة آلاف درهم وأهداها له، فركبها حارثة، وكان فيها نفار، فصرعته عن ظهرها، فقام فركبها، وقال:

  ما هاج أطلال بجنبي حرمه ... تحمل وضّاحا رفيع الحكمة⁣(⁣٤)

  قرما إذا زاحم قرما زحمه

  بينه وبين سليمان بن عمرو وقد قراه

  : أخبرني⁣(⁣٥) محمد بن يحيى، قال: أنبأنا محمد بن زكرياء، قال: أنبأنا إبراهيم بن عمر عن أبي عبيدة وعبد اللَّه بن محمد، قالا:

  مرّ سليمان بن عمرو بن مرثد بحارثة بن بدر وهو بفارس يريد خراسان، فأنزله وقراه وقرى أصحابه، وحملهم وإياه، فلما ركبوا للمسير قال سليمان⁣(⁣٦):


(١) كوار: من نواحي فارس. (معجم البلدان).

(٢) قال الميداني في كتابه «مجمع الأمثال»: «أكفر من حمار» هو رجل من عاد يقال له: حمار ابن مويلع - وقال الشرقي: هو حمار بن مالك بن نصر الأزدي - كان مسلما، وكان له واد طوله مسيرة يوم في عرض أربعة فراسخ، لم يكن ببلاد العرب أخصب منه، فيه من كل الثمار، فخرج بنوه يتصدون فأصابتهم صاعقة فهلكوا فكفر وقال: لا أعبد من فعل هذا ببنيّ. ودعا قومه إلى الكفر فمن عصاه قتله، فأهلكه اللَّه تعالى وأخرب واديه، فضربت به العرب المثل في الكفر وأنشد البيت.

(٣) العقار، بالضم: الخمر.

(٤) حرمه، بالفتح ثم السكون: موضع في جانب حمى ضربة. «معجم البلدان».

(٥) أ، ب: «أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال: حدّثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن النضر بن حديد قال»:

(٦) أ، ب: مر سليمان بن عمرو بن مرثد وهو يريد خراسان بحارثة بن بدر الغداني وهو بالأهواز ومعه أصحاب له، فنزلوا به فقراهم حارثة بن بدر وسقاهم وكساهم وحملهم، فقال سليمان يمدحه.