كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسبه وأخباره

صفحة 503 - الجزء 8

  /

  قريت فأحسنت القرى وسقيتنا ... معتّقة صهباء كالعنبر الرّطب

  وواسيتنا⁣(⁣١) فيما ملكت تبرّعا ... وكنت ابن بدر نعم ذو منزل الرّكب

  وأنت لعمري في تميم عمادها⁣(⁣٢) ... إذا ما تداعت للعلى موضع القطب

  وفارسها في كل يوم كريهة ... وملجؤها⁣(⁣٣) إن حلّ خطب من الخطب

  وعندكم نال الغنى⁣(⁣٤) من أراده ... إذا ما خطرتم كالضّراغمة الغلب

  يرى الحلق الماذيّ⁣(⁣٥) فوق حمامتهم⁣(⁣٦) ... إذا الحرب شبّت بالمهنّدة القضب⁣(⁣٧)

  وعند الرّخا والأمن غيث ورحمة ... لمن يعتريهم خائفا صولة الحرب

  وجدتهم جودا صباحا وجوههم ... كراما على العلَّات في فادح الخطب⁣(⁣٨)

  كأن دنانيرا على قسماتهم ... إذا جئتهم قد خفت نكبا من النّكب

  فمن مبلغ عنّي تميما فخيركم ... غدانة حقّا قاله غير ذي لعب

  فقال حارثة يجيبه:

  وأسحم ملآن جررت لفتية ... كرام أبوهم خير بكر بن وائل⁣(⁣٩)

  وأطولهم كفّا وأصدقهم حيا ... وأكرمهم عند اختلاف المناصل

  من المرثديّين الذين إذا انتدوا ... رأيت نديّا جدّه غير⁣(⁣١٠) خامل

  فعالهم زين لهم ووجوههم ... تزين الذي يأتونه في المحافل

  فسقيا ورعيا لابن عمرو بن مرثد ... سليمان ذي المجد التليد الحلاحل⁣(⁣١١)

  / فتى لم يزل يسمو إلى كل نجدة ... فيدرك ما أعيت⁣(⁣١٢) يد المتناول

  فحسبك بي علما به وبفضله ... إذا ذكر الأقوام أهل الفضائل


(١) أ، ب: «وآسيتنا».

(٢) أ، ب: «وإنك قرم من تميم عماده».

(٣) أ، ب: «وفارسهم ... وملجؤهم».

(٤) أ، ب: «المنى».

(٥) الحلق: الدروع. والماذيّ: ما كان من حديد.

(٦) أ، ب: «كماتهم».

(٧) أ، ب: «الشهب».

(٨) هذا البيت ساقط من أ، ب.

(٩) الأسحم: زق الخمر.

(١٠) أ، ب: «جدّهم».

(١١) الحلاحل، بضم الحاء: السيد الشجاع الكثير المروءة.

(١٢) أ، ب: «ما أعيا».