نسبه وأخباره
  تنسّيك أسبابا عظاما ركبتها ... وأنت على عمياء في سنن تجري
  أتذكر ما أسديت واخترت فعله ... وجئت من المكروه والشّر والنّكر
  إذا قلت مهلا نلت عرضي فما الذي ... تعيب على مثلي هبلت أبا عمرو
  أليس عظيما أن تكايد حرة ... مهفهفة الكشحين طيبة النّشر
  فإن كنت قد أزمعت بشرك بالذي ... عرفت به إذ أنت تخزي ولا تدري
  فدع عنك شرب الخمر وارجع إلى التي ... بها يرتضي أهل النباهة والذّكر
  عليك نبيذ التمر إن كنت شاربا ... فإن نبيذ التمر خير من الخمر
  ألا إنّ شرب الخمر يزري بذي الحجى ... ويذهب بالمال التّلاد وبالوفر
  / فصبرا عن الصّهباء واعلم بأنني ... نصيح وأنّي قد كبرت عن الزّجر
  وأنك إن كفكفتني عن نصيحة ... تركتك يا حار بن بدر إلى الحشر
  أأبذل نصحي ثمّ تعصي نصيحتي ... وتهجرني عنها هبلت أبا بدر
  بينه وبين أبي الأسود حين ولي سرق
  : أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري، قال: حدّثنا عمر بن شبّة، قال: حدّثنا عبد اللَّه بن محمد بن حكيم، عن خالد بن سعيد، عن أبيه، قال:
  [لما(١)] ولي حارثة بن بدر سرّق(٢) خرج معه المشيّعون من البصرة وفيهم أبو الأسود الدّؤلي، فلما انصرف المشيعون دنا منه أبو الأسود فقال [له(٣)]:
  أحار بن بدر قد وليت إمارة ... فكن جرذا فيها تخون وتسرق(٤)
  ولا تحقرن يا حار شيئا تصيبه ... فحظَّك من ملك العراقين سرّق
  فإن جميع الناس إما مكذّب ... يقول بما يهوى وإما مصدّق
  يقولون أقوالا بظنّ وشبهة ... فإن قيل هاتوا حقّقوا لم يحقّقوا
  فلا تعجزن فالعجز أبطأ مركب ... وما كل من يدعى إلى الرّزق يرزق(٥)
  وكاثر تميما(٦) بالغنى إن للغنى ... لسانا به يسطو العييّ وينطق(٧)
(١) التكملة من س.
(٢) سرق: من كور الأهواز. «معجم البلدان».
(٣) تكملة من أ، ب.
(٤) أحار، أي حارثة، منادى مرخم.
(٥) أ، ب:
ولا تعجزن فالعجز أبطأ مركب ... وما كل مدفوع إلى الرزق يرزق
(٦) ب: «وبار».
(٧) ب
لسانا به المرء الهيوبة ينطق