كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسبه وأخباره

صفحة 506 - الجزء 8

  فقال له حارثة:

  جزاك مليك الناس خير جزائه ... فقد قلت معروفا وأوصيت كافيا

  أمرت بحزم لو أمرت بغيره ... لألفيتني فيه لرأيك عاصيا

  ستلقى أخا يصفيك بالود حاضرا ... ويوليك حفظ الغيب إن كنت نائيا

  نشيطة أصحابه بدولاب وهجاء غوث له

  : أخبرني محمد بن مزيد، قال: حدّثنا حماد بن إسحاق، عن أبيه، عن عاصم ابن الحدثان، قال:

  لما ندب حارثة بن بدر لقتال الأزارقة بدولاب لقيهم، فلما حميت الحرب بينهم واشتدّت، قال حارثة لأصحابه:

  كرنبوا ودولبوا ... وحيث شئتم فاذهبوا⁣(⁣١)

  ثم انهزم، فقال غوث بن الحباب يهجوه ويعيّره⁣(⁣٢) بالفرار، ويعيره بشرب الخمر [ومعاقرتها⁣(⁣٣)].

  أحار بن بدر دونك الكأس إنها ... بمثلك أولى من قراع الكتائب

  عليك بها صهباء كالمسك ريحها ... يظلّ أخوها للعدا غيرهائب

  فدع عنك أقواما وليت قتالهم ... فلست صبورا عند وقع القواضب

  وخذها كعين الدّيك تشفي من الجوى ... وتترك ذا الهمّات⁣(⁣٤) حصر المذاهب⁣(⁣٥)

  إذا شعشعت بالماء خلت حبابها ... نظائم درّ أو عيون الجنادب

  كأنك إذ تحسو ثلاثة أكؤس ... من التّيه قرم من قروم المرازب⁣(⁣٦)

  ودع عنك أبناء الحروب وشدّهم ... إذا خطروا مثل الجمال المصاعب

  حمله حمالتين عن قومه

  : أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ، قال: حدّثنا عمر بن شبّة، قال: حدّثنا العلاء بن الفضل بن أبي سوية، قال: حدّثني أبي، قال:

  / كانت في تميم حمالتان⁣(⁣٧)، فاجتمعوا في مقبرة بني شيبان، فقال لهم الأحنف: لا تعجلوا حتى يحضر


(١) كرنبوا: خذوا طريق كرنبى، وكرنبى، بالفتح: موضع في نواحي الأهواز، ودولبوا خذوا طريق دولاب، ودولاب: قرية قريبة من الأهواز.

(٢) أ، ب: «ويعيبه».

(٣) التكملة من س.

(٤) س: «التهمام».

(٥) حصر المذاهب، أي مسدودة عليه مذاهبه فهو كالمحبوس.

(٦) المرازب: جمع مرزبان، بفتح فسكون فضم: الرئيس من الفرس.

(٧) الحمالة: الكفالة.