كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسبه وأخباره

صفحة 508 - الجزء 8

  بدر قد جاء تائبا، وقد أجرته. قال: أنت رجل من المسلمين وقد أجرنا من أجرت. ثم قال⁣(⁣١) عليّ # وهو على المنبر: أيها الناس⁣(⁣٢)، إني كنت / نذرت دم حارثة بن بدر، فمن لقيه فلا يعرض⁣(⁣٣) له. فانصرف إليه سعيد بن قيس فأعلمه وحمله وكساه⁣(⁣٩)، وأجازه [بجائزة سنية⁣(⁣٤)]، فقال فيه حارثة:

  اللَّه يجزي سعيد الخير نافلة ... أعني سعيد بن قيس قرم همدان

  أنقدني من شفا غبراء مظلمة ... لولا شفاعته ألبست أكفاني

  قالت تميم بن مرّ لا نخاطبه ... وقد أبت ذلكم قيس بن عيلان

  قال الهيثم:

  لم يكن الحسن بن عمارة يروي من هذا الشعر غير هذه الثلاثة الأبيات، وأخذت الشعر كلَّه من حماد الرّاوية، فقلت له: ممّن أخذته قال: من سمّاك ابن حرب. وهو:

  أساغ في الحلق ريقا كان يجرضني⁣(⁣٥) ... وأظهر اللَّه سرّي بعد كتمان

  إني تداركني عفّ شمائله ... آباؤه حين ينمى خير قحطان

  ينميه قيس وزيد والفتى كرب ... وذو جبائر من أولاد عثمان

  وذو رعين وسيف وابن ذي يزن ... وعلقم قبلهم أعني ابن نبهان⁣(⁣٦)

  قال⁣(⁣٧): فلما أراد الانصراف إلى البصرة شيّعه سعيد بن قيس إلى نهر البصريين⁣(⁣٨) في ألف راكب، وحمله وجهزه، فقال حارثة:

  /

  لقد سررت غداة النهر إذ برزت ... أشياخ همدان فيها المجد والخير

  يقودهم ملك جزل مواهبه ... واري الزّناد لدى الخيرات مذكور

  أعني سعيد بن قيس خير ذي يزن⁣(⁣٩) ... سامي العماد⁣(⁣١٠) لدى السّلطان محبور

  ما إن يلين إذا ما سيم منقصة⁣(⁣١١) ... لكن له غضب فيها وتنكير⁣(⁣١٢)

  أغرّ أبلج يستسقى الغمام به ... جنابه الدهر يضحي وهو ممطور⁣(⁣١٣)


(١) أ، ب: ... وقد أجرناه. قال عليّ».

(٢) أ، ب: «يا أيها الناس».

(٣) أ، ب: «فلا يعرضنّ له».

(٤) أ، ب: «وكساه وحمله».

(٥) التكملة من س.

(٦) أ، ب: «كنت أجرضه». ويجرضني: يغصني.

(٧) أ، ب: «أعني ابن قيقان».

(٨) تكملة من أ، ب.

(٩) س: «النصرين».

(١٠) أ، ب: «خير ذي يمن».

(١١) أ: «جمّ الفضال» ب: «حامي الديار».

(١٢) أ: «منقبة». وفي ب: «مندية».

(١٣) أ، ب: «وتدكير».

(١٤) البيت ساقط من ب.