عبيد الله بن عبد الله بن طاهر
  فأمر له عبيد اللَّه بمال آخر. ثم أقبل إلى أخيه محمد بن عبد اللَّه بعد خروج الزبير فقال: أما إنّ الذي أخذناه من الفائدة في خبر حسن وفي قولها(١):
  أضحت فتاة بني نهد علانية
  / - تريد ظاهرة - أكثر عندي مما أعطيناه من الحباء والصّلة. وقد أخبرني الحسين بن عليّ عن الدمشقيّ عن الزبير بخبر حسن فقط، ولم يذكر فيه من خبر عبيد اللَّه شيئا.
  ومن الأصوات التي تجمع النّغم العشر
  : صوت
  لحنه في شعر ابن هرمة يجمع النغم العشر:
  / وهو يجمع النّغم العشر كلَّها على غير توال:
  وإنّك إذا أطمعتني منك بالرّضا ... وأيأستني من بعد ذلك بالغضب
  كممكنة من ضرعها كفّ حالب ... ودافقة من بعد ذلك ما حلب
  عروضه من الطويل. الشعر لإبراهيم بن عليّ بن هرمة. والغناء في هذا اللحن الجامع للنّغم لعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهر، خفيف ثقيل أوّل بالوسطى في مجراها وعليها ابتدأ الصوت.
  أثبت في كتابه نقد أبي نواس لشعر لابن هرمة وشعر لجرير:
  وقال عمر بن محمد بن عبد الملك الزيّات حدّثني بعض أصحابنا عن أبي نواس أنه قال: شاعران قالا بيتين وضعا التشبيه فيهما في غير موضعه. فلو أخذ البيت الثاني من شعر أحدهما فجعل مع بيت الآخر، وأخذ بيت ذاك فجعل مع هذا لصار متّفقا معنى وتشبيها. فقلت له: أنّى ذلك؟ فقال: قول جرير للفرزدق:
  فإنك إذ تهجو تميما وترتشى ... تبابين(٢) قيس أو سحوق العمائم
  كمهريق ماء بالفلاة وغرّه ... سراب أذاعته رياح السّمائم
  وقول ابن هرمة:
  وإنّي وتركي ندى الأكرمين ... وقدحي بكفّيّ زندا(٣) شحاحا
  / كتاركة بيضها بالعراء ... وملبسة بيض أخرى جناحا
  فلو قال جرير:
  فإنك إذ تهجو تميما وترتشي ... تبابين قيس أو سحوق العمائم
(١) في الأصول: «وفي قوله». والتصويب عن «تجريد الأغاني».
(٢) التبابين: جمع تبان وهو سراويل صغير مقدار شبر يستر العورة المغلظة فقط يكون للملاحين. والسحوق: جمع سحق، وهو الثوب الخلق البالي.
(٣) كذا في «أكثر الأصول واللسان» مادة شح. وزند شحاح: لا يورى. وفي ب، س، هنا وفيما سيأتي في جميع الأصول: «زنادا شحاحا».