كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الأعشى ونسبه

صفحة 84 - الجزء 9

  تزوّج امرأة من عنزة ثم طلقها وقال فيها شعرا:

  أخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثني عمّي عبيد اللَّه قال حدّثني محمد بن حبيب عن ابن الأعرابيّ عن المفضّل وغيره من أصحابه:

  أنّ الأعشى تزوّج امرأة من عنزة ثم من هزّان - قال: وعنزة هو ابن أسد بن ربيعة بن نزار - فلم يرضها ولم يستحسن خلقها، فطلَّقها وقال فيها:

  بيني حصان الفرج غير ذميمة ... وموموقة فينا كذاك ووامقه

  وذوقي فتى قوم فإنّي ذائق ... فتاة أناس مثل ما أنت ذائقه

  لقد كان في فتيان قومك منكح ... وشبّان هزّان الطَّوال الغرانقه

  فبيني فإنّ البين خير من العصا ... وإلَّا تري لي فوق رأسك بارقه

  وما ذاك عندي أن تكوني دنيئة ... ولا أن تكوني جئت عندي ببائقه

  ويا جارتا بيني فإنّك طالقه ... كذاك أمور الناس غاد وطارقه

  / أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن الحرّ قال حدجثنا المبارك بن سعيد عن سفيان الثّوريّ قال:

  / طلاق الجاهلية طلاق. كانت عند الأعشى امرأة فأتاها قومها فضربوه وقالوا: طلَّقها فقال:

  أيا جارتا بيني فإنّك طالقه ... كذاك أمور الناس غاد وطارقه

  وذكر باقي الأبيات مثل ما تقدّم.

  أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر قال حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدّثنا عثمان البرقيّ في إسناد له قال:

  أخذ قوم الأعشى فقالوا له: طلَّق امرأتك؛ فقال:

  أيا جارتا بيني فإنّك طالقه ... كذاك أمور الناس غاد وطارقه

  ثم ذكر نحو الخبر الذي قبله على ما قدّمناه.

  في هذه الأبيات غناء نسبته:

  صوت

  فبيني فإنّ البين خير من العصا ... وإلَّا تري لي فوق رأسك بارقه

  وما ذاك عندي أن تكوني دنيئة ... ولا أن تكوني جئت عندي ببائقه

  ويا جارتا بيني فإنّك طالقه ... كذاك أمور الناس غاد وطارقه

  الشعر للأعشى. والغناء للهذليّ خفيف ثقيل مطلق في مجرى البنصر عن إسحاق.

  وفيه لابن جامع ثاني ثقيل بالبنصر عن الهشاميّ. قال الهشاميّ: وفيه لفليح خفيف ثقيل بالوسطى لا يشكّ فيه من غنائه. وذكر حبش أن الثقيل الثاني لابن سريج وذكر عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن طاهر أنّ الخفيف الثاني المنسوب إلى