كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب عمرو بن سعيد بن زيد وأخباره

صفحة 92 - الجزء 9

  صوت وهو المسمى مقطَّع الأثفار

  ضوء نار بدا لعينك أم شبّ ... ت بذي الأثل من سلامة نار

  تلك بين الرّياض والأثل والبا ... نأت منّا ومن سلامة دار

  / وكذاك الزمان يذهب بالنا ... س وتبقى الرّسوم والآثار

  الشعر للأحوص. والغناء لمعبد خفيف ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى عن إسحاق. وذكر يونس أن فيه صوتين لمعبد وعمر الواديّ رمل عن الهشاميّ. وفيه لعبد اللَّه بن العبّاس خفيف رمل بالوسطى.

  الأحوص وموسى شهوات:

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير قال حدّثنا عمّي قال:

  مدح موسى شهوات أبا بكر بن عبد العزيز بن مروان بقصيدة أحسن فيها وأجاد وقال فيها:

  وكذاك الزمان يذهب بالنا ... س وتبقى الديار والآثار

  فقام الأحوص ودخل منزله وقال قصيدة مدح فيها أبا بكر بن عبد العزيز أيضا وأتى فيها بهذا البيت بعينه وخرج فأنشدها. فقال له موسى شهوات: ما رأيت يا أحوص مثلك! قلت قصيدة مدحت فيها الأمير فسرقت أجود بيت فيها وجعلته في قصيدتك. فقال له الأحوص: ليس الأمر كما ذكرت، ولا البيت لي ولا لك، هو للبيد سرقناه جميعا منه، إنما ذكر لبيد قومه فقال:

  فعفا آخر الزمان عليهم ... فعلى آخر الزمان الدّبار⁣(⁣١)

  وكذاك الزمان يذهب بالنا ... س وتبقى الرّسوم والآثار

  قال: فسكت موسى شهوات فلم يحر جوابا كأنما ألقمه حجرا.

  حديث سلامة مع الأحوص وعبد الرحمن بن حسان وهو كما يرى أبو الفرج موضوع:

  ونسخت من كتاب أحمد بن سعيد الدّمشقي خبر الأحوص مع سلَّامة التي ذكرها في هذا الشعر وهو موضوع لا أشكّ فيه لأن شعره المنسوب إلى الأحوص شعر ساقط سخيف لا يشبه نمط الأحوص، والتوليد بيّن فيه يشهد على أنه محدث. / والقصّة أيضا باطلة لا أصل لها؛ ولكنّي ذكرته في موضعه على ما فيه من سوء العهدة. قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني أبو محمد الجزريّ قال:

  كانت بالمدينة سلامة من أحسن الناس وجها وأتمّهن عقلا وأحسنهن حديثا قد قرأت القرآن وروت الأشعار وقالت الشعر، وكان عبد الرحمن بن حسّان والأحوص بن محمد يختلفان إليها فيروّيانها الشعر ويناشدانها إيّاه.

  فعلقت الأحوص وصدّت عن عبد الرحمن. فقال لها عبد الرحمن يعرّض لها بما ظنّه من ذلك:

  أرى الإقبال منك على خليلي ... ومالي في حديثكم نصيب

  فأجابته:


(١) الدبار: الهلاك.