ذكر عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ونسبه
  قال الزبير في خبره وحده: الضّنء والضّنء: الولد. قال: وأنشد الخليل بن أسد قال أنشدني دهثم:
  ابن عجوز ضنؤها غير أمر(١) ... لو نحرت في بيتها عشر جزر
  لأصبحت من لحمهنّ تعتذر ... تغدو على الحيّ بعود من سمر ... حتى يفرّ أهلها كلّ مفرّ
  حجبه عمر بن عبد العزيز فقال فيه شعرا ثم اعتذر فعذره:
  أخبرني الحسن بن عليّ ووكيع قالا حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير، وأخبرناه الحرميّ بن أبي العلاء إجازة قال حدّثنا الزّبير عن ابن أبي أويس عن بكَّار بن حارثة عن عبد الرحمن بن أبي الزّناد عن هشام بن عروة:
  أن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه جاء إلى عمر بن عبد العزيز فاستأذن عليه، فردّه الحاجب وقال له: عنده عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفّان وهو مختل به، فانصرف غضبان. وكان في صلاحه ربما صنع الأبيات، فقال لعمر:
  أبن لي فكن مثلي أو ابتغ صاحبا ... كمثلك إنّي تابع صاحبا مثلي
  / عزيز إخائي لا ينال مودّتي ... من الناس إلَّا مسلم كامل العقل
  وما يلبث الفتيان أن يتفرّقوا ... إذا لم يؤلَّف روح شكل إلى شكل
  قال: فأخبر عمر بأبياته؛ فبعث إليه أبا بكر بن سليمان بن أبي خيثمة وعراك بن مالك يعذرانه عنده ويقولان: إن عمر يقسم باللَّه ما علم بأبياتك ولا بردّ الحاجب إياك، فعذره. قال الزّبير وقد أنشدني محمد بن الحسن قال أنشدني محزر بن جعفر لعبيد اللَّه بن عبد اللَّه هذه الأبيات وزاد فيها وهو أوّلها:
  وإنّي امرؤ من يصفني الودّ يلفني ... وإن نزحت دار به دائم الوصل
  عزيز إخائي لا ينال مودّتي ... من الناس إلَّا مسلم كامل العقل
  ولولا اتّقائي اللَّه قلت قصيدة ... تسير بها الرّكبان أبردها يغلي
  بها تنقض الأحلاس(٢) في كلّ منزل ... ، وينفي الكرى عنه بها صاحب الرّحل
  كفاني يسير إذ أراك بحاجتي ... كليل اللسان ما تمرّ وما تحلي(٣)
  تلاوذ(٤) بالأبواب منّي مخافة ال ... ملامة والإخلاف شرّ من البخل
  وذكر الأبيات الأول بعد هذه.
  شعره في عراك وابن حزم حين علم أنهما مرّا عليه ولم يسلما:
  أخبرني وكيع قال حدّثني عليّ بن حرب الموصليّ قال حدّثنا إسماعيل بن ريّان الطائي قال سمعت ابن إدريس يقول:
(١) الأمر: الكثير.
(٢) الأحلاس: جمع حلس وهو كل ما ولي ظهر البعير والدابة تحت الرحل والقتب والسرج.
(٣) ما تمر وما تحلى: ما تضر وما تنفع.
(٤) تلاوذ: تراوغ.