كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الشماخ ونسبه وخبره

صفحة 115 - الجزء 9

  أخبرني بذلك محمد بن جرير الطبريّ عن الحارث بن سعد عن الواقديّ عن محمد بن حميد بن سلمة عن ابن إسحاق.

  قصة أبي عرابة وعمه مع النبي:

  وأوس بن قيظيّ أبو عرابة من المنافقين الذين شهدوا أحدا مع النبيّ وهو الذي قال له: إنّ بيوتنا عورة.

  وأخوه مربع⁣(⁣١) بن قيظيّ الأعمى / الذي حثا في وجه رسول اللَّه التراب لمّا خرج إلى أحد وقد مرّ في حائطه⁣(⁣٢) وقال له: إن كنت نبيّا فما أحلّ لك أن تدخل في حائطي. فضربه سعد بن زيد الأشهلي بقوسه فشجّه وقال: دعني يا رسول اللَّه أقتله فإنه منافق. فقال : «دعوه فإنه أعمى القلب أعمى البصر». فقال أخوه أوس بن قيظي أبو عرابة:

  لا واللَّه / ولكنها عداوتكم يا بني عبد الأشهل. فقال رسول اللَّه : «لا واللَّه ولكنه نفاقكم يا بني قيظيّ».

  كان عرابة سيدا في قومه وأبوه من وجوه المنافقين:

  أخبرنا بذلك الحرميّ عن عبد اللَّه بن جعفر الزّبيريّ عن جدّه مصعب عن ابن القدّاح:

  أن عرابة كان سيّدا من سادات قومه وجوادا من أجوادهم، وكان أبوه أوس بن قيظيّ من وجوه المنافقين.

  لقي الشماخ بالمدينة فأكرمه فمدحه:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن الحارث عن المدائني عن ابن جعدبة، وأخبرني عليّ بن سليمان عن محمد بن يزيد، وأخبرني إبراهيم بن أيوب عن عبد اللَّه بن مسلم:

  أنّ الشمّاخ خرج يريد المدينة، فلقيه عرابة بن أوس فسأله عما أقدمه المدينة، فقال: أردت أن أمتار لأهلي.

  وكان معه بعيران فأوقرهما له برّا وتمرا وكاسه وبرّه وأكرمه. فخرج عن المدينة وامتدحه بهذه القصيدة التي يقول فيها:

  رأيت عرابة الأوسيّ يسمو ... إلى الخيرات منقطع القرين

  سأله معاوية بأي شيء سدت فأجابه:

  أخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا الرّياشي قال حدّثنا الأصمعيّ قال:

  / قال معاوية لعرابة بن أوس: بأي شيء سدت قومك؟ فقال: أعفو عن جاهلهم، وأعطي سائلهم، وأسعى في حاجاتهم، فمن فعل كما أفعل فهو مثلي، ومن قصّر عنه فأنا خير منه، ومن زاد فهو خير منّي. قال الأصمعيّ:

  وقد انقرض عقب عرابة فلم يبق منهم أحد.

  اعترض عليه ابن دأب في شعره لابن جعفر:

  أخبرني أحمد بن يحيى بن محمد بن سعيد الهمداني قال قال يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد اللَّه بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ¥:

  قال ابن دأب وسمع قول الشمّاخ بن ضرار في عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب ¥:


(١) كذا في «سيرة ابن هشام» ص ٥٥٩. وفي الأصول: «مرفع» بالفاء.

(٢) الحائط: البستان.