ذكر قيس بن ذريح ونسبه وأخباره
  ألا يا شبه لبنى لا تراعي ... ولا تتيمّمي قلل القلاع
  وهي قصيدة طويلة يقول فيها:
  فوا كبدي وعاودني رداعي(١) ... وكان فراق لبنى كالخداع
  تكنّفني الوشاة فأزعجوني ... فياللَّه للواشي المطاع
  فأصبحت الغداة ألوم نفسي ... على شيء وليس بمستطاع
  كمغبون يعضّ على يديه ... تبيّن غبنه بعد البياع
  بدار مضيعة تركتك لبنى ... كذاك الحين يهدى للمضاع
  وقد عشنا نلذّ العيش حينا ... لو أن الدهر للإنسان داع
  ولكنّ الجميع إلى افتراق ... وأسباب الحتوف لها دواع
  غنّاه الغريض من القدر الأوسط من الثقيل الأوّل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر عن / إسحاق. وفيه لمعبد خفيف ثقيل أوّل بالوسطى عن عمرو والهشاميّ. ولشارية في البيتين الأوّلين ثقيل أوّل آخر بالوسطى. ولابن سريج رمل بالوسطى عن الهشاميّ في:
  بدار مضيعة تركتك لبنى
  وقبله:
  فواكبدي وعاودني رداعي
  ولسياط في البيتين الأوّلين خفيف رمل بالبنصر عن حبش.
  أغرت أمه فتيات الحي بأن يعبن عنده لبنى ليسلوها فلم يسل، وشعره في ذلك:
  حدّثني عمّي عن الكرانيّ عن العتبيّ عن أبيه قال:
  بعثت أمّ قيس بن ذريح بفتيات من قومه إليه يعبن إليه لبنى ويعبنه بجزعه وبكائه ويتعرّضن لوصاله، فأتينه فاجتمعن حواليه وجعلن يمازحنه ويعبن لبنى عنده ويعيّرنه ما يفعله. فلما أطلن أقبل عليهنّ وقال:
  صوت
  يقرّ بعيني قربها ويزيدني ... بها كلفا من كان عندي يعيبها
  وكم قائل قد قال تب فعصيته ... وتلك لعمري توبة لا أتوبها
  فيا نفس صبرا لست واللَّه فاعلمي ... بأوّل نفس غاب عنها حبيبها
  - غنّاه دحمان ثقيلا أوّل بالوسطى. وفيه هزج بالبنصر لسليم، وذكر حبش أنه لإسحاق - قال: فانصرفن عنه إلى أمّه فأيأسنها من سلوته. وقال سائر الرّواة الذين ذكرتهم: اجتمع إليه النّسوة فأطلن الجلوس عنده ومحادثته وهو ساه
(١) الرداع: النكس، وقيل: وجع الجسد كله.