ذكر قيس بن ذريح ونسبه وأخباره
  عنهنّ، ثم نادى: يا لبنى! فقلن له: مالك ويحك! فقال: خدرت رجلي، ويقال: إن دعاء الإنسان باسم أحبّ الناس إليه يذهب عنه خدر الرّجل فناديتها لذلك. فقمن عنه، وقال:
  إذا خدرت رجلي تذكرت من لها ... فناديت لبنى باسمها ودعوت
  دعوت التي لو أنّ نفسي تطيعني ... لفارقتها من حبّها وقضيت
  برت نبلها للصيد لبنى وريّشت ... وريّشت أخرى مثلها وبريت
  فلمّا رمتني أقصدتني بسهمها ... وأخطأتها بالسّهم حين رميت
  / وفارقت لبنى ضلَّة فكأنني ... قرنت إلى العيوق ثم هويت
  فيا ليت أنّي متّ قبل فراقها ... وهل ترجعن فوت القضيّة ليت
  فصرت وشيخي كالذي عثرت به ... غداة الوغى بين العداة كميت
  فقامت ولم تضرر هناك سويّة ... وفارسها تحت السّنابك ميت
  فإن يك تهيامي بلبنى غواية ... فقد يا ذريح بن الحباب غويت
  فلا أنت ما أمّلت فيّ رأيته ... ولا أنا لبنى والحياة حويت
  فوطَّن لهلكي منك نفسا فإنّني ... كأنك بي قد يا ذريح قضيت
  حديثه في مرضه مع عوّاده ومع طبيبه عن لبنى، وشعره في ذلك:
  وقال خالد بن كلثوم: مرض قيس، فسأل أبوه فتيات الحي أن يعدنه ويحدّثنه لعلَّه أن يتسلَّى أو يعلق بعضهن، ففعلن ذلك. ودخل إليه طبيب ليداويه والفتيات معه، فلما اجتمعن عنده جعلن يحادثنه وأطلن السؤال عن سبب علَّته، فقال:
  صوت
  /
  عيد قيس من حبّ لبنى ولبنى ... داء قيس والحبّ داء شديد
  وإذا عادني العوائد يوما ... قالت العين لا أرى من أريد
  ليت لبنى تعودني ثم أقضي ... إنها لا تعود فيمن يعود
  ويح قيس لقد تضمّن منها ... داء خبل فالقلب منه عميد
  - غنّاه ابن سريج خفيف رمل عن الهشاميّ. وفيه للحجبيّ ثقيل أوّل بالوسطى. وفيه ليحيى المكي رمل - قالوا:
  فقال له الطبيب: منذكم هذه العلَّة؟ ومنذكم وجدت بهذه المرأة ما وجدت؟ فقال:
  صوت
  تعلَّق روحي روحها قبل خلقنا ... ومن بعد ما كنّا نطافا وفي المهد
  فزاد كما زدنا فأصبح ناميا ... وليس إذا متنا بمنصرم العهد
  / ولكنّه باق على كلّ حادث ... وزائرنا في ظلمة القبر واللَّحد