كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر قيس بن ذريح ونسبه وأخباره

صفحة 146 - الجزء 9

  عبد اللَّه بن مسلم بن جندب ينشد من شعره:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن سعيد قال حدّثنا الزّبير قال، وأخبرنا به وكيع عن أبي أيّوب المدينيّ، قال الزّبير قال حدّثتني ظبية قالت:

  سمعت عبد اللَّه بن مسلم بن جندب ينشد زوجي قول قيس بن ذريح:

  إذا ذكرت لبنى تأوّه واشتكى ... تأوّه محموم عليه البلابل

  يبيت ويضحي تحت ظلّ منيّة ... به رمق تبكي عليه القبائل

  قتيل للبنى صدّع الحبّ قلبه ... وفي الحب شغل للمحبّين شاغل

  فصاح زوجي: أوّه! واحرباه واسلباه!. ثم أقبل على ابن جندب فقال: ويلك! أتنشد هذا كذا! / قال: فكيف أنشده؟ قال: لم لا تتأوّه كما يتأوّه وتشتكي كما يشتكي!.

  استنشده ابن أبي عتيق أحرّ ما قال في لبنى:

  وقال القحذميّ: قال ابن أبي عتيق لقيس يوما: أنشدني أحرّ ما قلت في لبنى. فأنشده قوله:

  /

  وإني لأهوى النّوم في غير حينه ... لعلّ لقاء في المنام يكون

  تحدّثني الأحلام أنّي أراكم ... فياليت أحلام المنام يقين

  شهدت بأني لم أحل عن مودّة ... وأنّي بكم لو تعلمين ضنين

  وأن فؤادي لا يلين إلى هوى ... سواك وإن قالوا بلى سيلين

  فقال له ابن أبي عتيق: لقلّ ما رضيت به منها يا قيس. قال: ذلك جهد المقلّ.

  غنّى في البيتين الأوّلين قفا النجّار ثاني ثقيل بالوسطى عن حبش.

  أنشد ثعلب من شعره وكان يستحسنه:

  أخبرني أحمد بن جعفر جحظة قال أنشدني أحمد بن يحيى ثعلب لقيس بن ذريح وكان يستحسن هذه الأبيات من شعره:

  سقى طلل الدّار التي أنتم بها ... حيا ثم وبل صيّف⁣(⁣١) وربيع

  مضى زمن والناس يستشفعون بي ... فهل لي إلى لبنى الغداة شفيع

  سأصرم لبنى حبلك اليوم مجملا ... وإن كان صرم الحبل منك يروع

  وسوف أسلَّي النفس عنك كما سلا ... عن البلد النائي البعيد نزيع⁣(⁣٢)

  وإن مسّني للضّرّ منك كآبة ... وإن نال جسمي للفراق خشوع

  يقولون صب بالنساء موكَّل ... وما ذاك من فعل الرجال بديع


(١) في ب، س: «صيب» بالباء الموحدة.

(٢) نزيع: غريب.