كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر قيس بن ذريح ونسبه وأخباره

صفحة 147 - الجزء 9

  ندمت على ما كان منّي ندامة ... كما ندم المغبون حين يبيع

  فقدتك من نفس شعاع ألم أكن ... نهيتك عن هذا وأنت جميع

  فقرّبت لي غير القريب وأشرفت ... هناك ثنايا ما لهنّ طلوع

  إلى اللَّه أشكونيّة شقّت العصا ... هي اليوم شتّى وهي أمس جميع

  فيا حجرات الدار حيث⁣(⁣١) تحمّلوا ... بذي سلم لا جادكنّ ربيع

  صوت

  فلو لم يهجني الظاعنون لها جني ... حمائم ورق في الدّيار وقوع⁣(⁣٢)

  تداعين فاستبكين من كان ذا هوّى ... نوائح لم تقطر لهنّ دموع

  - غنّى في هذين البيتين ابن سريج خفيف ثقيل أوّل عن الهشاميّ -

  صوت

  إذا أمرتني العاذلات بهجرها ... أبت كبد عمّا يقلن صديع

  وكيف أطيع العاذلات وذكرها ... يؤرّقني والعاذلات هجوع

  غنّى في هذين البيتين إبراهيم ثاني ثقيل بالبنصر عن عمرو.

  فكاهات لأبي السائب المخزومي في شعره وفي سيرته:

  أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني عبد الملك بن عبد العزيز قال:

  أنشدت أبا السائب المخزوميّ قول قيس بن ذريح:

  صوت

  أحبّك أصنافا من الحبّ لم أجد ... لها مثلا في سائر الناس يوصف

  / فمنهنّ حبّ للحبيب ورحمة ... بمعرفتي منه بما يتكلَّف

  ومنهن ألَّا يعرض الدّهر ذكرها ... على القلب إلَّا كادت النفس تتلف

  وحبّ بدا بالجسم واللون ظاهر ... وحبّ لدى نفسي من الرّوح ألطف

  قال أبو السائب: لا جرم واللَّه لأخلصنّ له الصّفاء ولأغضبنّ لغضبه ولأرضينّ لرضاه. غنّى في البيتين الأوّلين الحسين بن محرز خفيف ثقيل عن الهشامي وبذل.

  / أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثنا عبد الملك بن عبد العزيز عن أبي السائب المخزوميّ أنه أخبره أنه كان مع عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كثير في سقيفة دار كثير، إذ مرّ بجنازة؛ فقال لي: يا أبا السائب، جارك ابن


(١) كذا في ج: وفي سائر الأصول: «كيف».

(٢) يقال: وقع الطير على شجر أو أرض، إذا نزلت، فهن وقوع ووقع.