كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

- سبعة ابن سريج

صفحة 166 - الجزء 9

  صوت

  خطرت لذات الخال ذكرى بعد ما ... سلك المطيّ بنا على الأنصاب⁣(⁣١)

  أنصاب عمرة والمطيّ كأنّها ... قطع القطا صدرت عن الأحباب⁣(⁣٢)

  فانهلّ دمعي في الرّداء صبابة ... فسترته بالبرد عن أصحابي

  فرأى سوابق دمعة مسكوبة ... بكر فقال بكى أبو الخطَّاب

  عروضه من الكامل. «بكر» الذي ذكره ها هنا عمر هو ابن أبي عتيق وهو يسمّيه في شعره ببكر وبعتيق، وإياه يعني بقوله:

  لا تلمني عتيق حسبي الذي بي ... إنّ بي يا عتيق ما قد كفاني

  الغناء في «خطرت لذات الخال» للغريض، ولحنه ثقيل أوّل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر عن إسحاق. وذكر عمرو بن بانة أنّ فيه ثقيلا أوّل بالبنصر لأبي سعيد مولى فائد.

  وأخبرني الحرميّ قال حدّثني الزّبير قال حدّثني عمّي:

  أنّ عمر بن أبي ربيعة وافقها وهي تستلم الركن، فقرب منها. فلما رأته تأخّرت وبعثت إليه جاريتها. فقالت له:

  تقول لك ابنة عمّك: إنّ هذا مقام / لا بدّ منه كما ترى، وأنا أعلم أنك ستقول في موقفنا هذا فلا تقولنّ هجرا.

  فأرسل إليها: لست أقول إلَّا خيرا. ثم تعرّض لها وهي ترمي الجمار، فأعرضت عنه واستترت؛ فقال:

  صوت

  دين هذا القلب من نعم ... بسقام ليس كالسّقم

  إن نعما أقصدت رجلا ... آمنا بالخيف إذ ترمي

  / اسمعي منّا تحاورنا ... واحكمي رضّيت بالحكم

  بشتيت⁣(⁣٣) نبته رتل ... طيّب الأنياب والطَّعم⁣(⁣٤)

  يأتكم⁣(⁣٥) منه بحجّته ... فله العتبى ولا أحمي⁣(⁣٦)

  عروضه من المديد. الغناء لإسحاق خفيف رمل بالوسطى عن عمرو. وفيها لمالك ثقيل أوّل من أصوات قليلات الأشباه عن إسحاق. وفيه لابن سريج رمل بالبنصر عن حبش. وفيه لابن مسجح ثقيل أوّل بالوسطى عن حبش أيضا. وذكر الهشاميّ أنّ الصوت مما يشكّ فيه أنه لمعبد أو غيره.


(١) الأنصاب: موضع.

(٢) الأجباب: جمع جب وهو البئر التي لم تطو أي لم تبن.

(٣) الشتيت: المتفرق. والرتل: بياض الأسنان وحسن تناسقها.

(٤) كذا في «ديوانه». وفي الأصول: «واللغم».

(٥) كذا في «ديوانه». وقد ورد فيه قبل هذا البيت بيت يرجح رواية «الديوان» وهو:

وانشديه هل أتيت له ... سخطا مني على علم

وفي الأصول: «وليأتكم».

(٦) كذا في «الديوان». وفي الأصول: «ولم أحم».