كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

- سبعة ابن سريج

صفحة 167 - الجزء 9

  قال: وقال فيها أيضا:

  صوت

  أبيني اليوم أي نعم ... أوصل منك أم صرم

  فإن يك صرم عاتبة⁣(⁣١) ... فقد نغنى وهو سلم

  / تلومك في الهوى نعم ... وليس لها به علم

  صحيح لو رأى نعما ... لخالط جسمه سقم

  عروضه من الهزج. غنّاه مالك ولحنه ثقيل أوّل بالسبّابة في مجرى الوسطى عن إسحاق. وفيه لمتيّم خفيف رمل بالبنصر عن إسحاق⁣(⁣٢)، وذكر أنّ فيه أيضا صنعة لابن سريج.

  ومما يغنّى فيه مما قاله فيها - وهو من قصيدة طويلة -:

  صوت

  فقلت لجنّاد خذ السّيف واشتمل ... عليه بحزم وانظر الشمس تغرب

  وأسرج لنا الدّهماء واعجل بممطري⁣(⁣٣) ... ولا تعلمن خلقا من الناس مذهبي

  عروضه من الطويل. غنّاه زرزور غلام المارقيّ خفيف ثقيل بالبنصر.

  أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثنا عمّي قال:

  قيل لعمر بن أبي ربيعة: ما أحبّ شيء أصبته إليك؟ قال: بينا أنا في منزلي ذات ليلة إذ طرقني رسول مصعب بن الزّبير بكتابه يقول: إنه قد وقعت عندنا أثواب مما يشبهك، وقد بعثت بها إليك وبدنانير ومسك وطيب وبغلة. قال: فإذا بثياب من وشي وخزّ العراق لم أر مثلها قطَّ وأربعمائة دينار ومسك وطيب كثير وبغلة. فلمّا أصبحت لبست بعض تلك الثياب وتطيّبت وأحرزت الدنانير وركبت البغلة وأنا نشيط لا همّ لي قد أحرزت نفقة سنتي؛ فما أفدت فائدة كانت أحبّ إليّ منها. وقلت في ذلك:

  /

  ألا أرسلت نعم إلينا أن ائتنا ... فأحبب بها من مرسل متغضّب

  فأرسلت أن لا أستطيع فأرسلت ... تؤكَّد أيمان الحبيب المؤنّب

  فقلت لجنّاد خذ السيف واشتمل ... عليه بحزم وانظر الشمس تغرب

  وأسرج لي الدّهماء واعجل بممطري ... ولا تعلمن خلقا من الناس مذهبي

  وموعدك البطحاء أو بطن يأجج⁣(⁣٤) ... أو الشّعب بالممروخ⁣(⁣٥) من بطن مغرب


(١) كذا في «ديوانه». وفي الأصول: «غانية» وهو تصحيف.

(٢) في ج: «عن حبش».

(٣) الممطر: ما يلبس للوقاية من المطر.

(٤) يأجج: مكان من مكة على ثمانية أميال.

(٥) كذا في «الديوان». وفي الأصول: «أو الشعب ذي المسروح».