- سبعة ابن سريج
  /
  فلما التقينا سلَّمت وتبسّمت ... وقالت مقال المعرض المتجنّب
  أمن أجل واش كاشح بنميمة ... مشى بيننا صدّقته لم تكذّب
  قطعت وصال الحبل منّا ومن يطع ... بذي(١) ودّه قول المحرّش يعتب
  فبات وسادي ثني كفّ مخضّب ... معاود عذب لم يكدّر بمشرب
  إذا ملت مالت كالكثيب رخيمة ... منعّمة حسّانة المتجلب
  أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني عمّي قال:
  بلغ عمر بن أبي ربيعة أنّ نعما اغتسلت في غدير؛ فنزل عليه ولم يزل يشرب منه حتى نضب.
  قال الزّبير قال عمّي: «وقال فيها أيضا:
  صوت
  طال ليلي وعادني اليوم سقم ... وأصابت مقاتل القلب نعم
  وأصابت مقاتلي بسهام ... نافذات وما تبيّن كلم
  حرّة الوجه والشمائل والجو ... هر تكليمّها لمن نال غنم
  / هكذا وصف ما بدا لي منها ... ليس لي بالذي تغيّب علم
  غير أني أرى الثياب ملاء ... في يفاع يزين ذلك جسم
  وحديث بمثله تنزل العص ... م رخيم يشوب ذلك حلم
  عروضه من الخفيف. غنّى ابن سريج في الأربعة الأبيات لحنا ذكره إسحاق وأبو أيّوب المديني في جامع غنائه ولم يجنّسه، وذكر حبش أنه خفيف رمل بالبنصر.
  مناقشة بين إسحاق وإبراهيم بن المهدي في معبد وابن سريج:
  أخبرني عمي قال حدّثني الحسين بن يحيى أبو الحمار قال حدّثني عمرو بن بانة قال:
  كنت حاضرا مع إسحاق بن إبراهيم الموصليّ عند إبراهيم بن المهديّ. فتفاوضنا حديث المغنّين، حتى انتهوا إلى أن حكى إسحاق قول عمر بن أبي خليفة: «إذا تمعبد ابن سريج كان أحسن الناس غناء». فقال إبراهيم لإسحاق: حاشاك يا أبا محمد أم تقول هذا! فقد رفع اللَّه علمك وقدر ابن سريج عن مثل هذا القول، وأغنى ابن سريج بنفسه عن أن يقال له تمعبد؛ وما كان معبد يضع نفسه هذا الموضع؛ وكيف ذلك وهو إذا أحسن يقول:
  أصبحت اليوم سريجيّا. وما قد أنصف أبو إسحاق إبراهيم بن المهدي معبدا في هذا القول؛ لأن معبدا وإن كان يعظَّم ابن سريج ويوفّيه حقّه فليس بدونه ولا هو بمرذول عنده. وقد مضى في صدر الكتاب خبر ابن سريج لمّا قدم المدينة مع الغريض ليستمنحا أهلها، فسمعاه وهو يصيد الطير يغنّي لحنه:
  القصر فالنخل فالجمّاء بينهما
(١) كذا في ج و «ديوانه». وفي الأصول: «لدى وده».