غناء الواثق
  ويبدي الحصى منها إذا قذفت به ... من البرد أطراف البنان المخضّب
  فأصبحت من ليلى الغداة كناظر ... مع الصبح في أعقاب نجم مغرّب
  ألا إنما غادرت يا أمّ مالك ... صدى أينما تذهب به الريح يذهب
  الصنعة في هذا الشعر ثقيل أوّل وهو لحن الواثق فيما أرى. ونسبه حبش، وهو قليل التحصيل، إلى ابن محرز في موضع، وإلى سليم في موضع آخر، وإلى معبد في موضع ثالث.
  ومنها:
  أمست وشاتك قد دبّت عقاربها(١) ... وقد رموك بعين الغشّ وابتدروا
  تريك أعينهم ما في صدورهم ... إنّ الصدور يؤدّي غيبها النظر
  الشعر للمجنون. والغناء للواثق ثاني ثقيل. وفيه لمتيّم ثقيل أوّل. وقد نسب لحن كل واحد منهما إلى الآخر.
  / ومنها:
  عجبت لسعي الدهر بيني وبينها ... فلمّا انقضى ما بيننا سكن الدهر
  فيا هجر ليلى قد بلغت بي المدى ... وزدت على ما لم يكن بلغ الهجر
  الغناء للواثق رمل. وفيه لمعبد ثاني ثقيل بالوسطى، ولابن سريج ثقيل أوّل بالبنصر، / ولعريب ثقيل أوّل آخر.
  ومنها:
  كأنّ شخصي وشخصه حكيا ... نظام نسرينتين في غصن
  فليت ليلي وليله أبدا ... دام ودمنا به فلم نبن
  الشعر أظنّه لعليّ بن هشام أو لمراد(٢). ولحن الواثق فيه ثقيل أوّل. وفيه لعريب ثقيل أوّل آخر. وفيه لأبي عيسى بن الرشيد ولمتيّم لحنان لم يقع إليّ جنسهما.
  ومنها:
  أهابك إجلالا وما بك قدرة ... عليّ ولكن ملء عين حبيبها
  وما فارقتك النفس يا ليل أنها ... قلتك ولكن قلّ منك نصيبها
  لحن الواثق فيه ثقيل أوّل مطلق في مجرى الوسطى. وفيه لغيره لحن.
  ومنها(٣):
  في فمي ماء وهل ين ... طق من في فيه ماء!
  أنا مملوك لمملو ... ك عليه الرّقباء
(١) لو كان: «عقاربهم» لا تحدث الضمائر.
(٢) مراد: شاعرة علي بن هشام وهي التي رثته لما قتله المأمون. (راجع ص ٣٠٤ من الجزء السابع من هذه الطبعة).
(٣) في الأصول: «ومنه».